آلامُ النوم || الشاعر الإنجليزي صامويل كوليرج

ترجمة | ياسر هدايت

قبل أن أطرحَ أعضائي على فرَاشِي،

لم تكن عادتِي أن أُصَلِّي

بشفاهٍ تتحرَّكُ أو ركبةٍ تجثُو؛

لكن، بصمتٍ، شيئًا فشيئًا،

أَسْلَمتُ روحي للحبِّ، متواضعًا

واثقًا أطبَقتُ جفونِي،

في خشوعٍ أسلمتُ روحِي

لم أتمنَّ شيئًا، ولم أنطِق فكرةً،

ولفّني إحساسٌ بالتضرُّع؛

إحساسٌ أطبقَ على روحِي

بأنّي ضعيفٌ، إلّا أنّي مباركٌ،

طالمَا كانت فيّ، وحولي، وفي كلّ مكان

الحكمَةُ والقوَّةُ الخالدة.

لكنّي بالأمسِ رفعتُ الصوتَ

في الصلاةِ، معذّبًا متعبًا، نهضتُ

مفزوعًا من حشدٍ شيطانيٍّ لأشكالٍ

وأفكارٍ عذّبتني: ضوءٌ رهيبٌ، حشدٌ

يسحقُ الأرضَ، إحساسٌ لا يحتملُ

بالإثمِ، ومن هزئتُ بهم، كانوا الأشدّاءَ!

عطشٌ لانتقامٍ، إرادتي الخائرَةُ

مستنزفَةً تحترقُ! الرغبةُ بالكراهيّةِ امتزجتْ

بغرابةٍ، رغبةً بأشياء جامحةٍ كريهَةٍ.

عواطِفُ وهميّةٌ! عراكٌ مستعرٌ!

والعارُ والرعبُ يكسو كلّ شيءٍ!

أفعالٌ يجبُ أن تخفَى لَم تُخفَ،

ولم أدرِ هل هي أفعالٌ أقاسيهَا

أم أفعالٌ اقترفتها يداي!

كل شيءٍ بدَا ذنبًا، ندمًا أو عذابًا،

سواء ذنبي أم ذنب من رأيتُ، كان

خوفًا يخنقُ الحياةَ، عارًا يخنقُ الروحَ.

وهكذا مرّت ليلتانِ: كانَ الوجعُ الليليُّ

يصعقُ النهارَ الآتي بالحزنِ ،

والنومُ، البركةُ الكبيرةُ، بدا لي

فاجعَةَ الوهنِ الأقسَى.

وفي الليلةِ الثالثةِ، حين أيقظني

صراخي من الحشدِ الشيطانيِّ،

مدمّرًا بالعذابِ الغريب الوحشيّ،

بكيتُ كأنّي طفلٌ؛

وقلتُ، بعد أن أخمدت دموعِي

عذابِي، إنّ عقابًا كهذا، لمن أنفسُهُم

ملوّثةٌ عميقًا بالخطيئة،—

من تعصفُ أبدًا بهم الخطيئة في

جحيم أنفسهم الّذي لا ينتهِي،

من يُبصرون رعب أعمالهم،

ويعرفون ويكرهون، ويتمنون ويفعلون!

وهكذا تتفقُ هذي الأحزانُ وهذي النّاس،

ولكن لمَ أقاسيهَا أنا؟ لم تهبطُ عليّ الأحزانُ؟

أن أكون محبوبًا كلُّ ما أحتاجُ،

ومن أُحِبُّ، أحبُّهُ حبًا صحيحًا.

__________________________________
* صامويل كوليرج : شاعر وناقد إنجليزي من القرن الثامن عشر، أحد أهم الشعراء الإنجليز، وهو من رواد الحركة الرومانتيكية، عرف بقصائده الطويلة، ونثره الهام.

* ياسر هدايت : شاعر ومترجم عراقي

مقالات قد تعجبك
اترك تعليق

لن يتم نشر أو تقاسم بريدك الإلكتروني.