في الثامن من مايو من كل عام، يحتفل العالم بيوم النصر العالمي، وتحتفل معظم دول اوربا في يوم الثامن من مايو بينما تحتفل به روسيا في يوم التاسع من مايو.
وهو ذكرى انتصار الحلفاء على ألمانيا النازية في نهاية الحرب العالمية الثانية، ويمثل هذا اليوم نهاية واحدة من أكثر الصراعات دموية في تاريخ البشرية، والتي راح ضحيتها الملايين من الناس من أجل الحرية والسلام.
في مثل هذا اليوم من عام 1945، استسلمت ألمانيا النازية لقوات الحلفاء، وتم توقيع اتفاقية استسلام غير مشروط منهية بذلك ست سنوات من الحرب المدمرة التي اجتاحت أوروبا والعالم.
في السابع من مايو عام 1945، وُقعت أول وثيقة استسلام ألمانية في بلدة ريمس الفرنسية، حيث مثّل الجنرال ألفرد يودل القيادة النازية، فيما حضر مندوبو الحلفاء عن الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد السوفيتي، لكن الاتحاد السوفيتي لم يرض بهذا التوقيع واعتبره غير كاف، مطالباً استسلام رسمي في برلين بحضور جنراله الابرز، غيورغي جوكوف. و9 وافق القائد الاعلى للحلفاء، دوايت آيزنهاور، على إعادة التوقي في الساعات الأولى من 9 مايو، وفي قلب العاصمة الألمانية المدمرة، وقع كبار القادة الألمان وثيقة الاستسلام النهائية، إلا أنها حُررت بتاريخ 8 مايو لأغراض التوثيق، مما أوجد فارقاً بين وقت التوقيع والتنفيذ.
خطط لحظر النشر بعد توقيع ريمس بهدف توحيد موعد الاحتفال، وصحفيًا سرّب الخبر مبكرًا، فأطلقت الجماهير الغربية الاحتفالات يوم 8 مايو، بينما ظل السوفييت ملتزمين بالموعد الفعلي في 9 مايو، وهكذا، أصبح لأوروبا يومان للنصر : 8 مايو في الغرب، و9 مايو في روسيا ودول ما بعد الاتحاد السوفيتي، في مشهد يعكس تعقيدات الحرب وتبعاتها السياسية.
وقد مر 80 عام على هذه الذكرى اذ كان يوم النصر تتويجًا لجهود مشتركة من دول وشعوب مختلفة اتحدت لهزيمة قوى الفاشية والاستبداد، وسقوط النازية، منهية الحرب العالمية الثانية.
إن الاحتفال بيوم النصر العالمي ليس مجرد إحياء لذكرى حدث تاريخي، بل هو أيضًا تذكير بأهمية الوحدة والتضامن في مواجهة التحديات العالمية. إنها فرصة لتكريم المحاربين القدامى والناجين من الحرب، وللتفكير في الدروس المستفادة من الماضي من أجل بناء مستقبل أفضل وأكثر سلامًا للأجيال القادمة. وفي هذا اليوم، تتوقف الدول والمنظمات في جميع أنحاء العالم لتنظيم فعاليات وأنشطة متنوعة لإحياء هذه الذكرى. تشمل هذه الفعاليات مراسم وضع أكاليل الزهور على النصب التذكارية، وعروضًا عسكرية، وتجمعات عامة، وبرامج تعليمية تهدف إلى تذكير الأجيال الشابة بأهوال الحرب وأهمية السلام.
