• غبار
حَدَّثَنِي البَارِحَةَ، وقَال الحَقِيقَةَ،
بِضعُ كَلِمَات فَقَط، لَكنِّي فَهِمتُهَا.
كانَ عَليَّ أن أنهضَ، وأدوِّنَ،
لكنَّ الوَقت تَأخَّرَ،
وَكنتُ مُتعَبَةً مِنَ العَمَلِ نَهَاراً
فِي الحَديقَةِ، أَجرِفُ الحِجَارَة.
لَا أذكُرُ الآنَ سِوى نَكهَةِ الكَلِماتِ –
ليستْ كَما نَأكُلُ، حُلوَةً، أو لَاذِعَةً
بَل تُشْبِهُ المَسحُوقَ، الغُبَارَ.
ولَم أكن فَرِحَةً أو مُرتَعِبَةً،
بَل مُدرِكَةً، ومُنتَشِيَةً.
هَكَذَا الأقدَارُ أَحيَانا-
يَجيءُ الرَّبُ إِلى نَافِذَتِكَ،
مُضِيئاً، بِجنَاحَينِ أَسوَدَينِ،
لكنَّكَ مُتعبٌ حتّى آخرِ التَعب
وَلَا تَفْتَحِ.
▪️
• الموت يأتيني ثانية، فتاة
الموتُ يَأْتِينِي ثَانِيَةً، فَتَاة بِلبَاسٍ قُطنِيِّ
حَافِيَة، مُقَهقِهَة. قَائلَةً:
لَيسَ الْمَوتُ مُرعِباً كَمَا تَعْتَقِدِينَ : الصَّمتُ مُطبقُ
وَالظَّلَامُ.
ثَمَّةَ رَنِينٌ فِي الرِّيحِ، رَائحَةُ حَامِضٍ. تُمطِرُ أَيَّامَاً.
اهَوَاءُ جَافٌّ عَذِبٌ مُعظَم الأَيَامِ. نَجلِسُ تَحتَ السُلَّمِ المُرُكَّبِ مِن شَعرٍ وَعِظَامِ، نُصغِي إِلى أَصوَاتِ الأَحيَاء.
أُحِبُّها. تَقُولُ، نَافِضَةً الغُبَارَ عَن شَعرِهَا.
أُحِبُّهُا لَا سِيَّمَا فِي الصِّرَاعِ
والغناء.
___________________________________
* دوريان لوكس : شاعرة أمريكية، مواليد 1952م درست في كلية ميلز ونالت البكلوريوس في اللغة الإنجليزية، عملت محررة في مراجعة مجلة ألاسكا الأدبية، حصلت على العديد من جوائز الشعر العالمية، أهمها جائزة “أفضل شعر أمريكي” لثلاث مرات، تُرجمت أعمالها إلى لغات عديدة أشهرها عربيًا ديوان “وحيدةٌ في غرفة أمسح الغبار”.
