أقع في الحب مرة أخرى || ثلاث قصائد للشاعرة الايرانية پرنيا عباسي

ترجمة : علي رضا حائري

خصصت مجلة “وزن دنيا” الأدبية الإيرانية في عددها الرابع والعشرين لعام 2024م تقريرًا نوعياً عن الشعر الإيراني الحديث، مركزة على الشعراء الشباب (سن العشرين) وتأثيرهم المتنامي على الحركة الشعرية، وتجاوزهم للقيود والتقاليد الكلاسيكية. وقدم التقرير دراسة تحليلية للموضوعات والاتجاهات الخطابية والفنية في أعمالهم.

تضمن هذا العدد أيضًا مختارات شعرية لنخبة من الشعراء والشاعرات الإيرانيين المولودين ما بين عامي 2000 و2010. وكان من بين الأسماء اللامعة التي وردت في التقرير الشاعرة الشابة “پرنيا عباسي” ذات الـ 24 عامًا.

لقيت “پرنيا عباسي” مصرعها مؤخرًا في الأحداث المأساوية إثر القصف الإسرائيلي على إيران ليلة 13 من حزيران 2025م، حيث فارقت الحياة هي وعائلتها عندما استهدف صاروخ إسرائيلي المجمع السكني الذي يقطنون به في منطقة ستارخان بالعاصمة طهران.

وكانت “پرنيا عباسي” تعمل في محل والدتها وتدرس اللغة الإنجليزية، بينما والدها معلم متقاعد ووالدتها موظفة بنكية متقاعدة. وفور مقتلها، شهدت منصات التواصل الاجتماعي انتشارًا واسعًا للعديد من القصائد والنصوص الشعرية المنسوبة لها، وتمت ترجمة بعض أعمالها إلى اللغة الإنجليزية، مما يعكس الأثر الذي تركته على الساحة الأدبية رغم صغر سنها.

وكتبت “پرنيا عباسي” في لقاء لها تقول : كلما كتبتُ شيئًا، أريه لأمي وأصدقائي، وأسأل الكثيرين من حولي عن آرائهم، لأرى كيف تبدو ردود أفعالهم عند قراءة شعري. إنه لأمرٌ مثيرٌ للاهتمام بالنسبة لي. أستطيع القول إن هذا قد شغل جزءًا كبيرًا من حياتي، ولطالما كنتُ أنظر إلى جميع أحداث حياتي بطريقةٍ تُمكّنني من تدوينها والتعبير عن مشاعري في تلك اللحظة من خلال الشعر. لهذا السبب، يُعدّ الشعر مصدرًا للسكينة والطمأنينة. حتى لو كتبتُ قليلًا كل ليلة، لا أرسل أو أنشر الكثير منها في أي مكان، ولكن عندما أقرأها بنفسي، أشعر وكأن تلك المشاعر تعود إليّ، ولهذا السبب هو أمرٌ قيّمٌ جدًا بالنسبة لي. كانت حياتي أكثر أهمية بالنسبة لي من أي شيء آخر، وما زالت كذلك…”

______________________________________

“نجم خافت”

أبكي لأجلنا نحن الإثنان

أنت تُطفئ نجوم عيني في سمائك،

في عالمك

يتحرر النور.

وفي عالمي

يتلاعب الظلال.

في مكان ما

أنا و أنت نضمحل.

أجملُ قصيدة في العالم

تصمت،

في مكان ما

أنت تبدأ

وتصرخ همسات الحياة

في ألف مكان.

أنا أنتهي،

أنا أحترق

أصير نجماً خافتاً

في سمائك

واتحول إلى دخان.

▪️

“عقدة من الألم”

في عظم الكتف الأيسر

نعيش.

عندما

تغلق عينيك عني … و

تتجاوز قمم الإنكسار

من عيني

رأسي يغلي بسبب شعرك الأبيض.

بعقدة عمياء من الألم

في عظم الكتف الأيسر

أتنفس،

وعقد الألم الأبيض في حلقي.

تستريح أنت،

وكتفي

شيئاً فشيئاً

نحو الرحيل

يميل.

▪️

“العودة أليك”

عندما يصل إلى الشاطيء

إيقاع موج جسدك الموزون

وينطلق على الرمال

فأُجدف بذراعيك

و ألتقط إبتسامتك

تسقط الأسماك في المصيدة،

وأقع في الحب مرة أخرى…

مقالات قد تعجبك
اترك تعليق

لن يتم نشر أو تقاسم بريدك الإلكتروني.