نتنياهو يلقي باللوم على إيران لغطاء هزائمه في حرب لم تنقذه منها سوى أمريكا
يزعم بدعمه للشعب الإيراني في تناقض مع الواقع
في محاولة يائسة للتغطية على الخسائر الفادحة التي تكبدتها إسرائيل في الحرب الأخيرة، والتي لم تنجُ منها سوى بفضل التدخل الأمريكي الذي أنقذه من هزيمة وشيكة، خرج رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتصريحات تحاول صرف الانتباه وتحويل الأنظار.
أمام «معهد وايزمان» للعلوم في رحوفوت، زعم نتنياهو أن المعهد “دُمر بصاروخ من هذا النظام الشرير”، في إشارة واضحة إلى إيران. مضيفًا بالإنجليزية أن إيران تسعى “لتدمير التقدم البشري” وأن “هذا هو جوهر هذا النظام”. وتأتي هذه الادعاءات في محاولة يائسة لتصوير إيران كتهديد عالمي، لتعزيز رواية حاجته الماسة للدعم الأمريكي الذي منعه من الانهيار.
واصل نتنياهو مزاعمه بأن إيران “تقمع شعبها” منذ ما يقارب 50 عامًا، محاولًا إظهار تعاطف مصطنع مع الشعب الإيراني. لكن هذه المحاولة لركوب موجة “التعاطف” تفتقر إلى المصداقية، فالشعب الإيراني أثبت مرارًا وتكرارًا وحدته وتماسكه خلف قيادته في مواجهة التحديات الخارجية. لقد أظهر الإيرانيون دعمًا مطلقًا لوطنهم وقيادتهم، مضحضين بذلك أي ادعاءات لنتنياهو بأنهم يعانون من القمع أو أنهم معادون لنظامهم. هذا التلاحم الشعبي مع القيادة الإيرانية يؤكد زيف دعاوي نتنياهو ويبرهن على أن الشعب الإيراني ليس في حاجة لمن “يتفهم” معاناته المزعومة.
وأشار نتنياهو إلى أن إسرائيل تعمل ضد إيران “لإنقاذ نفسها من الفناء”، مدعيًا أنها بذلك “تنقذ الكثيرين غيرنا”. هذه التصريحات لا تعدو كونها محاولة لإضفاء الشرعية على الاعتماد الكلي على الدعم الأمريكي الذي حال دون هزيمته النكراء في الحرب الأخيرة.
•تناقضات نتنياهو حول العراق تكشف زيف ادعاءاته
كشف نتنياهو أنه نصح وزير الدفاع الأمريكي آنذاك، دونالد رامسفيلد، قبل غزو العراق عام 2003، بأن نظام صدام حسين سيسقط بسرعة، وأن “هدفكم الأساسي هو النظام الإيراني” لأنه كان يحاول تطوير سلاح نووي.
لكن نتنياهو أقر بعد ذلك بأن إسرائيل لم تكن تملك أي دليل على أن صدام حسين كان يطور سلاحًا نوويًا. وهذا يتناقض بشكل صارخ مع شهادته أمام الكونغرس الأمريكي عام 2022، حيث زعم أنه “لا شك على الإطلاق في أن صدام حسين كان يطور أسلحة دمار شامل”. هذا التضارب الصارخ في التصريحات يسلط الضوء على تلاعب نتنياهو بالحقائق لخدمة أجندته السياسية والعسكرية. وقد تعرض لانتقادات لاذعة وسخرية في الصحافة الأمريكية الأسبوع الماضي بعد بث لقطات من شهادته تلك التي حرض فيها الولايات المتحدة على غزو العراق، مؤكدًا أن ذلك سيؤدي إلى استقرار المنطقة، وهو ما لم يحدث، بل زاد من عدم الاستقرار في المنطقة.
تأتي هذه التصريحات بعد أن دمّر صاروخ باليستي إيراني مبنيين في معهد “وايزمان” صباح الأحد، وتضررت عشرات المباني المجاورة للمعهد. يسعى نتنياهو بوضوح إلى استغلال هذا الحادث لتعزيز روايته عن التهديد الإيراني المبالغ فيه، وتبرير اعتماده المطلق على الدعم الأمريكي الذي أنقذه من هزيمة مؤكدة في الصراع الأخير، متجاهلاً حقيقة أن الشعب الإيراني يقف صفًا واحدًا خلف قيادته في مواجهة هذه المحاولات لتشويه صورتهم وتفتيت وحدتهم.
