“زرقاء أم سوداء، فكلها محبوبة وكلها جميلة
عيون بلا عدد ترى الفجر
وتنام في أعماق القبر
وتشرق الشمس أيضا.”
▪️▪️
سوللي برودوم هو الأسم الأدبي للشاعر الفرنسي رينيه أرمان برودوم المولود عام 1839م وهو أول شاعر في العالم يتم منحه جائزة نوبل في الآداب عام 1901م.
ينتمي إلى جيل القرن التاسع عشر، عاش طفلا حزينا ويتيما الى جانب والدته وشقيقته، وقضى حياته اعزبا بسبب صدمة عاطفية جعلته يعزف عن الزواج.
كان أهتمامه منصب على العلوم التطبيقية، وعمل في ميادين الصناعات العلمية المختلفة، إلا ان اهتمامه في الشعر بدأ مع مرحلة الشباب حين ما قام برحلة الى ايطاليا عام 1865م وهناك نشر ديوانه الأول.
ثم تتابعت اعماله الشعرية، من ستينيات القرن التاسع عشر حتى العقد الأخير منه، ولكن حتى ذلك الوقت لم تعود إليه دواوينه الشعرية بأي اهتمام او شهرة.
وبدأت الأنظار تتوجه إليه عندما اعلن عن اسمه كأول اديب ينال جائزة نوبل، ولكنها -اي الجائزة- عملت كمخدر لموهبته الشعرية فلم يصدر له سوى ديوان واحد بعدها عقب وفاته عام 1907م.
لم يكن برودوم حتى ذلك الحين شاعرا مشهورا وملفتا، بل كان شاعرا مغمورا لم ينظم اسمه الى جانب عمالقة الشعر العالمي في عصره، ويعزى ذلك الى ان برودوم آثر ان يتخذ اسلوبا خاصا به جعله يعبر عن تجربة عاطفية وفكرية مستقلة، وربما كان ذلك بسبب صدمته العاطفية في سنوات مبكرة من حياته، لازمته طوال حياته وخلقت امامه تصورات ورؤية فلسفية خاصة عن الحياة والعالم.
كان برودوم من اوائل الشعراء الفرنسيين الذين انضموا إلى المدرسة البارناسية الشعرية، وهي من اشهر مدارس الشعر في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، والتي كانت تتميز باظهار الطابع الشخصي للشاعر في المقام الاول، والاندماج مع الصور الشعرية المكرسة من الطبيعة، حتى اتخذت من اسم احد جبال اليونان الشهيرة عنوانا لها.
ويعتبر النقاد ان الشاعر برودوم هو العدو الأول الرومانسية، خصوصاً بوجود الشرخ الكبير بين جوهر المدرسة البارناسية (المذهب الفلسفي اللاديني) وجوهر المدرسة الرومانسية الوجداني، كما ويصفونه بانه شاعر المثل النبيلة، والتجسيد الحقيقي لمفاهيم الكمال الفني.
ظل اسم الشاعر سوللي برودوم محفورا في اعماق الادب العالمي، كواحد من ابرز شعراء فرنسا، خصوصا بعد نيله جائزة نوبل عن مجمل أعماله، والتي كانت قيمتها في ذلك الوقت بما لا يزيد عن 150 كرونة سويدي.
