قصائد إلى غزة || رسائل من الشعر الإيراني

ترجمة : محمد الأمين الكرخي

• صوت شعب الأعماق | تيمور ترنج

من أجل أن نطير، نحتاج جناحًا منسوجًا من لفائف الشمس

صوت! من هذا الوافد من أعماق الأرض؟

مثل رذاذ القصيدة من الينابيع، ويسمو حد السماء.

إنه صوت شعب يقطن في أروقة الظلام،

دون أن يفتح الفانوس أحداقه، هنيهةً لإضاءة أوقاتهم المعتمة.

لكن الأمل يشع في قلوبهم كنجمة وضاءة.

إنه صوت أناس يرتدون تحت ركام البرد

ملابس الربيع، مطرزة بأزهار جراحهم المتفتحة.

أناس يعيشون في طريق مسدود،

لكن شرايينهم النابضة

تجتاز كل خرائط العالم.

صوت مثل سوط البرق الهائج،

يشطر الصمت والليل.

إنه صوت أناس يهتزون إن اهتز النسيم،

يبكون حين تحزن السماء،

يتبرعمون مع حلول الربيع،

والحب أغنية وحيدة لا تفارق شفاههم.

إنه صوت شعب الأعماق.

• صفحة في جريدة | صديقة مرادزادة

*من مواليد العاصمة الإيرانية طهران، صدرت لها مجموعتان شعريتان بعنوان: “على شاكلة الريح”، و “رجل من قماشة الأنبياء”.

لا فرق بينك وبيني

أنا أيضًا أعرف ما هي الطائرة، لكن ليس كما تعرفها أنت.

أنت تحلق فينهدم بيت.

أنت تبرز في الصفحة الأولى من الجريدة.

تمضي على صفقة بالغة الأهمية.

أنا أجلس في طابور الجياع المشردين.

• من فصول الألم | فاطمة عبد اللهي

هذا الدم قد انسكب إلى فضائك،

وفوهة البندقية هذه مصوَّبة نحوك.

لا شك

أن الحرب قد صافحتك،

ارتشفت الشاي معك،

وتحدثت إليك،

وشاركتك نومك ويقظتك،

كما شاركت جارك،

وجار جارك،

إن في فلسطين أو لبنان.

للحرب ألف لعبة:

تملأ أحضان النساء بالأطفال،

وأحضان الرجال بالبنادق.

إنه الليل،

وحشد من المصابيح المطفاة

يتماوج متلهفًا للهدنة تمامًا مثل قلبي.

ثمة جندي عاد من المعركة.

أتعرفون ما معنى أن يغامر الإنسان برأسه؟

• هدية تذكارية | طاهرة ده پاييني

*ولدت بطهران عام 1976. بكالوريوس في اللغة الفارسية وآدابها. صدر لها ديوان شعري حمل عنوان: “البحث عن البسطال”.

سأرسل لك حجارة

أخفيها تحت وشاحي كي لا تكتشفها الريح.

حين تعود نهارًا من المدرسة،

اقرأ دروسك بصوت عالٍ.

دع العالم يعرف أنك لست عطشانًا،

والحرب لن تقضي عليك.

تتفتح أزهار النرجس في الشتاء،

وأنت أجمل نرجسة حظي بها العالم.

أقطف لك الأحجار من حديقتي،

أخفيها في الوشاح،

وأرسلها بالبريد.

قبضتك أكبر من أن

تملأها حجارة الأرض.

إنما هذه الحجارة

هدية تذكارية وحسب،

لتعرف أن الفتيات،

يُحْببنك،

أينما تواجدن على هذا الكوكب.

• من النافذة | مريم رحماندوست

*شاعرة وباحثة، لها إسهامات عديدة في أدب الطفل.

غزة الجريحة تكتب صفحات التاريخ.

ما زال بمقدورنا رؤية فلسطين من النافذة.

• أمنية | فرامز عرب عامري

*ولد في طهران عام 1975. نشر العديد من قصائده في الصحف والمجلات الأدبية. صدرت له مجموعة شعرية بعنوان: “عاصمة الشعر”.

ليت الحب يولد مجددًا

كي نرى فخر غزة شامخًا مجددًا.

لأهلها ألف أغنية حب

إن نطقت أحجارها مجددًا.


• صلاة | حسنية صادقي

يمم وجهك شطر غزة،

واتبع طريق الشمس نحو أزهار مخضبة بالدم.

• أطفال فلسطين | فاطمة راكعي

*ولدت في مدينة زنجان. تحمل شهادة الدكتوراه في علم اللغات. تولَّت لحد الآن المسؤوليات التالية: رئيسة قسمي اللغتين الإنجليزية والفارسية في جامعة الزهراء، معاونة جامعة الزهراء لشؤون البحث العلمي، رئيسة مركز أبحاث الأدب والفن في جامعة الزهراء. تكتب راكعي الشعر ولها بحوثها الأدبية وترجماتها عن الإنجليزية.

بمشاعر الأمومة

أغسل جروحكم.

دموعي تنتهي،

ولا نهاية لجراحكم!

أتسلق تلة

صنعتها من الحجارة.

ما أقرب الصباح!

• فتيات الحرب | سميرا نوروزي

ما الفرق؟

أن تكوني فتاة خليجية تراقص ظفيرتك سعف النخيل،

أو تكوني فتاة أفغانية تلامس سنابل المزارع ذيل فستانك،

أو أن تكوني امرأة فلسطينية يتكاثر الزيتون

في سلة عينيك ألف مرة.

ما الفرق؟

أن تشيب ضفائرك في العراق،

أو أن ينزع الجنود الأمريكان

الثياب عنك في المزارع،

أو أن تُستنسخ عينك

في الحروب الإسرائيلية؟

فأنت تلخصين العالم في قريتك.

سيان تكون هناك حياة أخرى،

أو أن تفوح ثيابك برائحة جنود روس.

أنت لا تعرفين

صرخة مخاض

النساء الأسيرات

حين يتعين عليهن أن يحببن طفلًا

هو ذكرى عدو غاصب؟

• صفحة في جريدة | صديقة مرادزادة

*من مواليد العاصمة الإيرانية طهران، صدرت لها مجموعتان شعريتان بعنوان: “على شاكلة الريح”، و “رجل من قماشة الأنبياء”.

لا فرق بينك وبيني

أنا أيضًا أعرف ما هي الطائرة، لكن ليس كما تعرفها أنت.

أنت تحلق فينهدم بيت.

أنت تبرز في الصفحة الأولى من الجريدة.

تمضي على صفقة بالغة الأهمية.

أنا أجلس في طابور الجياع المشردين.

• من فصول الألم | فاطمة عبد اللهي

هذا الدم قد انسكب إلى فضائك،

وفوهة البندقية هذه مصوَّبة نحوك.

لا شك

أن الحرب قد صافحتك،

ارتشفت الشاي معك،

وتحدثت إليك،

وشاركتك نومك ويقظتك،

كما شاركت جارك،

وجار جارك،

إن في فلسطين أو لبنان.

للحرب ألف لعبة:

تملأ أحضان النساء بالأطفال،

وأحضان الرجال بالبنادق.

إنه الليل،

وحشد من المصابيح المطفاة

يتماوج متلهفًا للهدنة تمامًا مثل قلبي.

ثمة جندي عاد من المعركة.

أتعرفون ما معنى أن يغامر الإنسان برأسه؟

مقالات قد تعجبك
اترك تعليق

لن يتم نشر أو تقاسم بريدك الإلكتروني.