ساعات الاحتضار الأخيرة || قصيدة سيجفريد ساسون

ترجمة : محسن شلالدة _ فلسطين

١.

تكاسلَ وكان مدركاً للصمت المتراكم حوله،

ثابتاً كثبات الجدران،

مصفراً كأشعة ضوء الكهرمان المنتشرة،

محلقاً ومرتعشاً في أجنحة الموت،

في سكونٍ وأمان،

وصلتْ أمواجُ الموت المعتمة إلى شاطئه.

٢.

كان شخصٌ ما يرويه بالماء.

ازدرد الماء، تأوه ثم سقطَ

في كآبةٍ قرمزية نحو الظلام، ونسيَ

جرحه

ماءٌُ – تدفق بهدوء فوق سياج أخضر،

ماء – لقاربه في زقاق تنيره السماء،

صوت طيور،

حواف زهور

وألوان الصيف الواضحة، منجرفاً للأسفل

غمسَ مجذافيه، تنهدَ ثم نام.

٣.

الليل، بعصفة ريح، كان حارسه،

تحركُ الستارةَ تحت وميض الضوء.

كان أعمى،

لم يرَ النجوم تلمع بين أطياف الغيوم المنتشرة،

ألوان متخبطة، أرجواني، قرمزي، أخضر،

ظهرت واختفت في عينيه الغارقتين.

٤.

سمعَ المطرَ ينهمر خلال العتمة،

اتحدت الموسيقى الحزينة مع العبير،

مطرٌ دافئ على زهور ذابلة،

ارتطام زخات المطر على الغابات،

لم يكن وراء الرعد مطر، بل سلامٌُ مخادع

يجرف الحياة بلطف وببطئ.

٥.

تحركَ قليلاً بجسده، فقفزَ الألمُ

كمفترسٍ جساس، أمسكَ بأحلامه

ومزقها بمخالبه الجارشة.

كان شخصٌ ما بجانبه، يرعى ارتعاشه،

بعدها اهتز جسده، رحل ذلك الشيء الشرير.

الموتُ، الذي تقدم نحوه، توقف وحدّق به.

٦.

كان صغيراً، يكره الحرب،

لمَ عليه الموت في سبيل قادة قساة؟

٧.

رد الموتُ قائلاً: “لقد اخترته”.

حل السكون في ليل الصيف،

سكونٌ وأمان، وحجاب النوم.

وهناك بعيداً، استمرت ضربات المدافع.

____________________________________
* سيجفريد ساسون : شاعر وكاتب وجندي بريطاني (1886 – 1967) يعد احد شعراء الحرب العالمية الأولى، وصف شعره فظائع الخنادق، وسخر من الادعاءات الوطنية، وقد اكتسب ساسون شهرة كبيرة بسبب أعماله النثرية، ولا سيما سيرته الذاتية الخيالية المكونة من ثلاثة مجلدات.

مقالات قد تعجبك
اترك تعليق

لن يتم نشر أو تقاسم بريدك الإلكتروني.