“يوليسيس” قصيدة من الأدب الإنجليزي الفيكتوري
ألفريد تينيسون || ترجمة : محسن شلالدة
من المؤسف أن الملك الكسول،
يتفق مع زوجة عجوز
بجانب هذا الموقد المنطفئ، بين هذه الصخور المخيفة،
أما أنا فقد وزعتُ بتقتيرٍ قوانين غير متساوية
لسلالة همجية تدخر وتنام وتطعم، ولا تعرفني.
لا أستطيع الراحة من السفر: سأشرب
الحياة إلى العُكارة: كل الأوقات التي استمتعت بها
إلى حدٍ كبير، والتي عانيت فيها كثيرًا ، سواء مع من
أحبني، أم لوحدي؛
على الشاطئ، ومن خلال
التيارات المندفعة لعالم الموتى الممطر الذي أثار البحر المظلم، صرتُ اسماً مهماً.
لتجوالي الدائم بقلب جائع.
لقد رأيت وعرفت الكثير: مدن الرجال
وعاداتهم، مناخات ، مجالس ، وحكومات ،
أنا آخرهم لكنني أشرفهم ؛
شربتُ متعة المعركة مع رفاقي
هناك بعيدًا على السهول المتحلقة لطروادة العاصفة.
أنا جزءٌ من كل ما قابلته ؛
ومع ذلك ، فإن كل التجارب هي قوس حيث
يلمع هذا العالم الذي لم يسبق له مثيل
والذي يتلاشى هامشه
إلى الأبد عندما أتقدم.
كم هو مملٌ أن نتوقف وننتهي ،
أن نصدأ ، ولا نتألق،
كما كانت الحياة تتنفس! حياة مكدسة على حياة
كانت كلها لا تكفي ، وواحدة بالنسبة لي
ظلت قليلة: لكن كل ساعة ندخرها
من هذا الصمت الأبدي ، هي شيء كبير ،
تجلب أشياء جديدة.
كان من المكر
لثلاثة شموس أن تحميني وتحفظني،
لأن روحي الرمادية تتوق إلى الرغبة
لمتابعة المعرفة مثل النجم الغارق ،
أبعد من الحد الأقصى للفكر البشري.
هذا ابني – تيليماخوس-
تركت له الصولجان والجزيرة –
أحبهُ ، ولديه الفطنة للوفاء
بهذا العمل ، بالحكمة المتأنية لجعل
الشعب القاسي شعباً لطيفاً،
وإخضاعهم للمفيد والصالح.
لا يُلام ، فهو في وسط
الواجبات المشتركة، حريصٌ أن لا يفشل
في استخدام الرقة.
متى رحلتُ أو متُ
فإنه يحقق العشق لآلهة بيتي ،
إنه يؤدي عمله بإتقان.
هناك يقع الميناء. تنفخ السفينة شراعها.
وهناك كآبة في البحار العريضة المظلمة.
البحّارة – النفوس التي كان عليها أن تتعب ،وأن تجتهد، وتفكر معي –
استمرت – مع ترحيب مرح – رغم
الرعد والشمس المشرقة ومعارضة
القلوب الحرة، و الجباه الحرة – أنا وأنت متقدمان في السن لكن
للشيخوخة شرفها وحقها.
يغلق الموتُ كل شيء: لكن شيئًا ما ظل قبل النهاية ،
قد يتم إنجاز بعض الأعمال النبيلة ،
من الرجال اللائقين الذين جاهدوا مع الآلهة.
تبدأ الأضواء تتلألأ من الصخور:
اليوم الطويل ينسحب: القمر البطيء يصعد: العمق
يشتكي بالعديد من الأصوات. تعالوا يا أصدقائي ،
لم يفتْ الأوان بعد للبحث عن عالمٍ جديد.
ادفع واجلس جيدًا حتى تضرب
الأخاديد، غايتي الإبحار
بعد غروب الشمس ، وبعد الينابيع
عند النجوم الغربية ، حتى أموت.
قد تغسلنا الخلجان:
قد نلمس الجزر السعيدة ،
ونرى أخيل العظيم الذي عرفناه.
أخذنا الكثير، لكن بقي الكثير ؛ وعلى الرغم من أننا الآن لسنا
بتلك القوة التي في الأيام الخوالي
فإننا في
مزاج واحد من القلوب البطولية ،
ضعُفنا بمرور الوقت والقدر ، لكننا أقوياء في الإرادة
أن نكافح ونسعى، ولا نستسلم..
______________________________________

* ألفريد تينيسون : شاعر إنجليزي (1809 – 1892) من أبرز شعراء القرن التاسع عشر، ويعد أحد شعراء البلاط الفكتوري، ويعتبر أستاذ الشعر الغنائي الإنجليزي في عصره. تميز شعره في بداياته بالرومنسية الحالمة والحزينة، وبالتساؤل عن معنى الحياة والموت. بزغ اسمه شاعراً متميزاً بعد انتسابه لجامعة كامبريدج.
* Ulysses : يوليسيس من قصائد تينسون الغنائية المميزة وهي تحكي قصة ملك لا يحب وجوده في مملكته للحكم وهو يفكر بالسفر واستكشاف البحار والوصول إلى الجزر السعيدة، يقدم ابنه تيليماج لخلافته لأنه يعتبر ابنه جدير ومولع بإدارة شؤون المملكة، ويكشف في حواره الداخلي أن عمله عبر البحار في السنوات الماضية قد أكسبه خبرة ومعرفة بالناس وجعله رمزا للآخرين .ولذلك فهو لا يريد أن يهدر باقي عمره في الحكم، والفكرة الرئيسة للقصيدة هو تحقيق الطموح.
