الوسط الأدبي في إيران يفجع برحيل المترجم موسى أسوار

خاص | مدار 24

توفي المترجم والأكاديمي الإيراني البارز موسى أسوار، مساء يوم الإثنين 25 / آب عن عمر ناهز 72 عاماً، وأفادت وكالة مهر الإيرانية للأنباء، أن المترجم الإيراني موسى أسوار، العضو الدائم في مجمع اللغة والأدب الفارسي، قد فارق الحياة بعد صراع مع المرض.

وُلد الراحل موسى أسوار في مدينة كربلاء العراقية في يوليو/تموز 1953م غادر العراق حين كان في المدرسة الإعدادية عائداً إلى بلده إيران. يحمل البكالوريوس في علوم التربية من “جامعة أصفهان”، وحاصل على الماجستير في فلسفة التربية من “جامعة طهران”.

ويُعد من أبرز المترجمين من العربية إلى الفارسية، حيث قدّم للقارئ الإيراني أعمال عدد من كبار الأدباء والشعراء العرب مثل محمود درويش، نزار قباني، وجبران خليل جبران. وتميّز أسوار بذوقه الأدبي الرفيع وتجربته الواسعة التي جعلته يحتل مكانة خاصة بين المترجمين الإيرانيين.

انضم أسوار عام 2017 إلى عضوية مجمع اللغة والأدب الفارسي، وتولى رئاسة قسم الأدب المقارن فيه. ومن أبرز مؤلفاته وترجماته: حديقة النبي، يسوع ابن الإنسان، إلى أن نعود، من نشيد المطر إلى مزامير الورد الأحمر، إذا لم تكن مطراً يا حبيبي كن شجراً، ظلال على النافذة، النخلة والجيران، الأشجار واغتيال مرزوق، والأدب وتاريخه.

ومن ترجماته: “روائع المتنبي” (2016)، وثمانية مجلدات لأعمال جبران خليل جبران صدرت بين عامي 2005 و2009، ومختارات من شعر نزار قباني بعنوان “امنحيني الحب كي أصبح أخضر” (2002)، و”رواد الشعر العربي الحديث، من أنشودة المطر إلى مزامير الورد” وتضمن قصائد مترجمة لسبعة عشر شاعراً عربياً صدر عام 2002، وقصص قصيرة لغسان كنفاني بعنوان “إلى أن نعود” (1990)، و”ديوان آخر الليل” (1979) لمحمود درويش، كما ترجم أيضاً “الأدب وتأريخه” لطه حسين، و”إذا لم تكن مطراً حبيبي فكن شجراً” لمحمود درويش وهو كتاب مختارات شعرية حصل على “جائزة الموسم الشعري” في إيران، كما كان أول من ترجم أعمال أدونيس في إيران.

يتحدث الراحل موسى اسوار في إحدى الحوارات الصحفية معه، عن بداياته في عالم الترجمة ويقول :

“من الطبيعي أن أهتم باللغة العربية كوني من مواليد مدينة كربلاء، التي بقيت فيها لسنوات إلى أن عدت لطهران لأكمل دراستي بالفارسية. كنت مهتمّاً بالأدب واللغة العربية منذ أيام الصبا. في ذلك الوقت بدأت الكتابة والترجمة. أذكر أنني أخذت على عاتقي منذ كنت في المدرسة، أن أحفظ عشرة أبيات من الشعر الجاهلي يومياً خلال فترات العطلة، حتى قواعد النحو لم أكن متمكناً منها بالشكل المطلوب، لكن الشغف بالشعر والأدب هو ما مكنني من تطويرها كثيراً. حرصت على عدم قطع تواصلي مع العربية رغم انتقالي إلى طهران. كنت أحصل على الكتب العربية بصعوبة بالغة، ومنذ السبعينيات وخلال السنوات الوجيزة التي سبقت الثورة الإسلامية، بدأت بترجمة أعمال أدبية، وأصدرت مجموعة شعرية قديمة باسم “مدائن القمر الأحمر”، وكانت لي مساهمات ومقالات نشرت في “مجلة الحرف” الثقافية الأدبية في العراق، ومن بعدها أصدرت نتاجات شعرية نشرتها صحف عراقية عدة، وبدأت بالنشر لاحقاً في ملحق ثقافي تابع لصحيفة “كيهان” الإيرانية، فنقلت قصصاً وأعمالاً أدبية للفارسية من العربية.”

لقد فجع الوسط الأدبي في إيران برحيله، إذ کان أسوار أحد أركان ترجمة الأدب العربي الحديث الى الفارسية حيث صدرت بقلمه عشرات الكتب شعرا و نثرا وبرحيله ستخسر الساحة الثقافية أحد نشطاءها المهتمين بالترجمة و الأدب المقارن بين العربية و الفارسية.

مقالات قد تعجبك
اترك تعليق

لن يتم نشر أو تقاسم بريدك الإلكتروني.