يا لكثرة عمل الموت،
لا أحد يدري كَم طويلًا
يوم عمله. زوجته
الصغيرة تكوي له الثياب.
وبناته الجميلات يعددن مائدة عشاءه.
جيرانه يلعبون الورق
في الفناء الخلفي
أو يجلسون فقط على السلم
يشربون البيرة. وفي الأثناء
يكون الموت في جانبٍ غريب
من المدينة، يفتش عن شخصٍ
مصاب بسعالٍ حاد،
ولكن العنوان فيه غلطة ما،
حتى الموت لا يستطيع أن يعثر عليه
وسط كل تلك الأبواب المغلقة…
وتبدأ الأمطار في السقوط.
أمامه ليلة طويلة عاصفة.
ليس مع الموت حتى صحيفة
يقي بها رأسه المطر، ولا حتى
عملة صغيرة ليتصل بها، بتلك التي
تذوي وتنحل، تخلع ثيابها الآن ببطء وهي نعسانة،
وتتمطى عارية،
في الجانب الخاص بالموت من الفراش.
____________________________________
* تشارلز سيميك : شاعر ومترجم أميركي من أصل صربي، ولد في بلغراد عام 1938م وتوفي في دوفر عام 2023م، عاش ضروف معيشية صعبة، تخرج بكلية الآداب في جامعة نيويورك، وتميز بكتابته لقصائد تتناول اليومي والهامشي، حصل على العديد من الجوائز أهمها جائزة بوليتزر عام 1990م.
