تشهد دولة الكاميرون اليوم الأحد انتخابات رئاسية يُتوقع على نطاق واسع أن يحافظ من خلالها الرئيس الحالي بول بيا، أكبر حكام العالم سنًا والبالغ 92 عامًا، على قبضته على السلطة المستمرة منذ 43 عامًا على الرغم من المعارضة القوية التي تضغط من أجل التغيير.
ويتنافس رئيس الكاميرون الحالي مع 11 مرشحًا، من بينهم ابرزهم وزيره السابق عيسى تشيروما باكاري (76 عامًا)، الذي يستقطب حماسة غير متوقعة. حيث يقدر عدد الناخبين بنحو أكثر من ثمانية ملايين ناخب في عموم البلاد.
وقد تولى بول بيا رئاسة الكاميرون منذ عام 1982م واستمر في الحكم نظرا لسلطته القوية وقبضته على مفاصل الحكم وأجهزة الدولة، وايضا تفكيكه لصفوف المعارضة، وعرف عنه بالحاكم ذو القبضة الحديدية، وثاني رئيس للكاميرون َنذ استقلالها عن فرنسا عام 1960م.
وسط أفريقيا، عاشت الكاميرون والتي يبلغ عدد سكانها نحو 30 مليون نسمة، ركودا اقتصاديا، وازمات سياسية داخلية، ألغى فيها بول بيا الحد الأقصى لمدد الحكم الرئاسية، وحطم الرقم القياسي في الحكم الديمقراطي للكاميرون.
ولد بول بيا عام 1933م وتولى رئاسة الكاميرون عام 1982م خلفا لأحمد أهيجو، بعد أن كان رئيسا للوزراء، وهو ثاني أطول رئيس حكم في أفريقيا، وأطول رئيس وطني غير ملكي يخدم على التوالي في العالم وأقدم رئيس دولة في العالم.
وبشكل سريع ومختصر ففي عام 1982 استقال رئيس الكاميرون بسبب مشاكل صحية واختير بيا خلفا له في عام 1984. تعرض لمحاولة انقلاب بقيادة أهيجو، لكنه واجهها بحملة تطهير ضد كل من تعاطف مع الرئيس السابق. في عام 1992 وبسبب الضغوط الداخلية والخارجية وافق على إجراء انتخابات بمشاركة جميع الأحزاب، لكن وجهت إليه تهمة الاحتيال بسبب الانتصار الكبير الذي حققه. أعيد انتخابه في 1997 و 2004، وسط ادعاءات خطيرة ضده تتهمه بالفساد والغش وبالجرائم ضد الإنسانية.