“ثمانية قرون في الشعر الهولندي” || الشاعر العراقي محسن السراج يرسم خريطة الإبداع في الأراضي المنخفضة
خاص | مدار 24
صدر عن دار نشر الدراويش في ألمانيا، كتاب للشاعر والمترجم العراقي محسن السراج يفكك فيه مسيرة ثمانية قرون من الشعر الهولندي والفلمنكي في إصدار جديد، مقدماً تحليلاً ثقافياً يربط بين النهضة الأدبية والتحولات الكبرى.
يأتي كتاب “ثمانية قرون في الشعر الهولندي”، بترجمة الشاعر محسن السراج وتقديم أحمد عكاشة أحمد فضل الله، كمحاولة جادة لاستكشاف المسار المتشابك للشعر في الأراضي المنخفضة. الإصدار لا يقدم مجرد مختارات، بل يسرد تاريخاً ثقافياً يمتد لأكثر من ثمانية قرون، مركزاً على الشعر الهولندي والفلمنكي (الأجزاء الجنوبية من بلجيكا) بوصفه مسيرة “حافلة ومثيرة” متجهة دوماً نحو التجديد.
الكتاب يضع يديه على الطابع الإبداعي والجمالي الذي ميّز هذا الشعر منذ بداياته في القرن الثاني عشر، ويؤكد على أن صلته بالماضي لم تنقطع، رغم خضوعه لتأثيرات جذرية لاحقة، أهمها نتائج الإصلاح الديني والتقدم العلمي الذي غيّر من طابع المعرفة والثقافة.
في خطوة تتجاوز الإطار الأدبي الضيق، يعيد السراج صياغة النص السردي ليربط بين الشعر والتطور الفكري والفلسفي. ويتجلى ذلك في تضمين الكتاب تعريفات بشخصيات عالمية محورية، بما في ذلك سبينوزا، إيراسموس، نيتشه، فرويد، دارون، وأينشتاين. كما يتعمّق في قصص ثقافية وتاريخية مؤثرة مثل قصة الأمير فلوريس، وأعمال الشاعرة Anna Bijns وقصيدة Het graf.
يشير الكتاب إلى أن ظهور الأدب الهولندي الحديث كان نتيجة عوامل هيكلية، أبرزها التحوّل اللغوي إلى Middle Dutch (الهولندية الوسطى). هذا التحوّل، بحسب الإصدار، كان نقطة انطلاق لبروز إبداع شعري مختلف في منهجه ومقرراته، وهو ما يعكس الأهمية القصوى للسياق اللغوي في تشكيل الهوية الأدبية.
يقدم عمل السراج كأداة تحليلية لا غنى عنها لفهم كيف استطاع الشعر الهولندي أن يبقى قوة إبداعية متقدمة، وكيف تفاعلت هذه الساحة الأدبية مع التيارات الفكرية الكبرى التي صاغت العالم الحديث

كتاب محسن السراج يبدو مثيرًا جدًا، خاصة أنه يربط بين الشعر الهولندي والفلمنكي والتطورات الثقافية. من الرائع رؤية هذا العمق التاريخي في الأدب.
يبدو أن الكتاب يقدم رؤية عميقة ومفصلة عن تاريخ الشعر الهولندي والفلمنكي، مما يسهم في تعزيز الفهم الثقافي بين الشعوب. عمل مميز يستحق القراءة!