متحف ماكسي : عندما تتحول العمارة إلى فضاء شامل للفن – رؤية زها حديد للسيولة الحديثة

متابعة | مدار 24

في لمحة تكشف عن الأهمية الكامنة، يختار الموقع الإلكتروني الخاص بمكتب زها حديد للهندسة المعمارية مخطط متحف ماكسي (MAXXI Museum)، متحف الفنون للقرن الحادي والعشرين في روما، ليكون الواجهة التخطيطية التي ترسو عليها أقسامه. هذه الإشارة المبطنة تؤكد مكانة ماكسي كأحد الأعمال المحورية ضمن إرث حديد، وهو المشروع الذي لم يكن مجرد إضافة إلى المشهد الروماني، بل إعادة تعريف له.

 

المعمارية الراحلة، التي عُرفت برفضها للقيود الشكلية، لم تكن تنظر إلى ماكسي على أنه “مجرد غرض أو حاوية” لحفظ الأعمال الفنية، بل “فضاء شامل (a Campus) متدفق للفن”. هذا المفهوم يعكس طموحًا أكبر: خلق فضاء تتشابك فيه “التدفقات والمسارات”، ليولد مسرحًا معماريًا حيويًا وتفاعليًا. ورغم التنظيم الواضح للبرنامج الوظيفي في المخطط، تظل مرونة الاستخدام غير المقيدة هي جوهر المشروع. إنّ الترابط السلس بين الأجزاء يجعله بيئة مثالية لا تحتمل الجدران الإضافية أو الانقطاعات، تناسب استضافة أي معرض عابر أو متنقل.

عند خطوة الدخول إلى الأتريوم المثير، يتم الكشف عن قاموس حديد المعماري بوضوح صارخ: الجدران الخرسانية المتموجة، درجات السلالم السوداء المعلقة، والسقف الزجاجي الذي يغمر الداخل بالضوء الطبيعي. استخدمت حديد هذه العناصر لبلورة ما أسمته “حيزاً سائلاً جديداً يتميز بنقاط رؤية متعددة وهندسة مجزأة”. في نهاية المطاف، كان المتحف بالنسبة لحديد ليس مجرد معرض، بل مرآة للعصر، تعكس “السيولة الفوضوية للحياة الحديثة”.

 

مقالات قد تعجبك
1 Comment
  1. علي حسن علق

    متحف ماكسي هو تجسيد رائع لرؤية زها حديد، حيث تنصهر العمارة بالفن بشكل مبتكر. تصميمه يخلق تجربة فريدة تعزز من تفاعل الزوار مع الأعمال الفنية.

اترك تعليق

لن يتم نشر أو تقاسم بريدك الإلكتروني.