“منارة” المتوسط : مختارات شعرية تمتد جسراً ثقافياً جريئاً بين إسبانيا والمغرب
خاص | مدار 24
قرطبة_إسبانيا | مدار 24
في خطوة إبداعية تهدف إلى تجاوز الحدود الجغرافية والسياسية، تم إصدار مختارات “المنارة: مختارات معاصرة من الشعر الأندلسي والمغربي” (Almenara)، وهي مجموعة شعرية واسعة تجمع أصواتاً من ضفتي البحر الأبيض المتوسط.
يُعد هذا العمل الأدبي، الذي صدر بمناسبة مؤتمر “المنارة” للكتاب في قرطبة، بمثابة احتفال صريح بالروابط التاريخية والثقافية التي توحد الأندلس (جنوب إسبانيا) والمغرب. ويهدف المشروع إلى الكشف عن المشهد الشعري المعاصر في كلا الإقليمين، مؤكداً على التنوع والإبداع الذي يزدهر في هذا “الوطن الأم العاطفي” المشترك.
▪️32 شاعراً و10 مترجمين
تتميز المختارات بتوازنها الدقيق؛ حيث تضم 32 شاعراً وشاعرة (16 امرأة و 16 رجلاً) يمثلون طيفاً من الاتجاهات والأساليب الشعرية الحديثة. ويشير المحررون، خوسيه ساريا وفرانشيسكو موراليس لوماس، إلى أن هذا التنوع يمثل “بانوراما غنية ومتعددة الأوجه” للكتابات الإبداعية في المنطقة.
ولإنجاز هذا الجسر الثقافي، اعتمد المشروع على جهود فريق من عشرة مترجمين متخصصين، قاموا بنقل النصوص من العربية والفرنسية إلى الإسبانية. وقد شمل الفريق أسماء مثل فاطمة لحسيني وكمال الناجي وخالد الريسوني، مما ضمن دقة وحيوية الأصوات المنقولة عبر اللغات.
▪️تحطيم الجدران عبر الشعر
يؤكد بيان المختارَات أن هدفها يتجاوز مجرد التوثيق الأدبي. فهي تسعى إلى تعزيز “المعرفة المتبادلة” بين الثقافتين، وتقديم فرصة لاستكشاف “منطقة غير معروفة” للكثيرين.
“هذه هي أفضل طريقة للمساهمة، من خلال التواصل الذي يقترحه الشعر، في إنبات الجسور وإزالة الحواجز التي لم تكن موجودة أبداً، والاعتراف بالآخر من منطلق الاحترام والشمولية.”
وفي زمن تتزايد فيه التوترات، يمثل إصدار “المنارة”، الذي نظمته الرابطة الجماعية للكتاب ومنتدى ابن رشد، إعلاناً قوياً بأن الأدب يمكن أن يكون قوة دافعة للتعايش والتفاهم بين الشعوب، مؤكداً على أن النور الإبداعي لا يعرف حدوداً.
لمزيد من المعلومات حول الشعراء المشاركين، يمكنكم زيارة الموقع الرسمي للمشروع : https://almenaraantologia.com/

المبادرة رائعة وتبرز عمق الروابط الثقافية بين إسبانيا والمغرب. من الجيد رؤية الشعر يجسد هذه القواسم المشتركة ويعبر عن الإبداع المتنوع.