الرئيس الفرنسي الأسبق يُحوّل تجربته خلف القضبان إلى مذكرات || كتاب “يوميات سجين” في الطريق إلى النشر
متابعة | مدار 24
أعلن الرئيس الفرنسي الأسبق، نيكولا ساركوزي، عن نيته إصدار كتاب جديد بعنوان “يوميات سجين”، وذلك بعد عشرة أيام فقط من خروجه من السجن بموجب إفراج مشروط. ومن المقرر نشر العمل في 10 ديسمبر المقبل، وفقاً لإعلان نشره ساركوزي على منصة ‘إكس’.
ويأتي هذا الإعلان السريع في أعقاب فترة لم يسبق لها مثيل في تاريخ الرئاسة الفرنسية. فقد قضى ساركوزي وقتاً في السجن بعد إدانته في سبتمبر الماضي في قضية التمويل الليبي المتعلقة بحملته الانتخابية عام 2007.
▪️الإدانة والسجن التاريخي
في 25 سبتمبر، أدين ساركوزي في القضية المعروفة باسم “ساركوزي-القذافي”، حيث وجده القضاء مذنباً بتهمة “تكوين عصابة إجرامية” والسماح لمقربين منه بالتعامل مع نظام معمر القذافي لتأمين تمويل غير قانوني. وقد صدر بحقه حكم بالسجن الفوري لمدة خمس سنوات وغرامة قدرها 100 ألف يورو. وتعد هذه الإدانة حدثاً تاريخياً، إذ لم يسبق لرئيس فرنسي سابق أن دخل السجن فعلياً.
وفي 10 نوفمبر الجاري، قررت محكمة الاستئناف الإفراج عنه ووضعه تحت الرقابة القضائية، معتبرة أنه لا يوجد خطر فرار. ومن المقرر إعادة محاكمته في الفترة ما بين 16 مارس و 3 يونيو 2026.
▪️الإنتاجية القياسية والنقاش حول “الكتّاب الأشباح”
في مقتطف من غلاف الكتاب، يقدم ساركوزي رؤية لتجربته: “في السجن، لا يوجد ما يُرى، ولا ما يُفعل. أنسى الصمت الذي لا وجود له في سجن لا سانتيه، حيث يوجد الكثير مما يُسمَع. فالضجيج هناك دائم، ولكن تتقوّى الحياة الداخلية في السجن”.
وقد أثارت سرعة إنجاز الكتاب جدلاً واسعاً في الأوساط الثقافية والإعلامية. وبما أن ساركوزي أمضى حوالي عشرين يوماً فقط خلف القضبان، فإن إصدار كتاب من 216 صفحة يرفع تساؤلات حول معدل الإنتاج الفعلي.
وتشير بعض التعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي إلى أن ساركوزي يحطم “رقماً قياسياً” في الإنتاج الأدبي، مما يلقي الضوء مرة أخرى على الظاهرة الشائعة في فرنسا التي يعتمد فيها السياسيون والمشاهير على “الكتّاب الأشباح”، أو “مُقرضي القلم”، لتدوين مذكراتهم.
ويذهب بعض المراقبين إلى أبعد من ذلك، مشيرين إلى أن الكم الهائل والسريع من المحتوى قد يكون مؤشراً على الاستعانة بأدوات متقدمة مثل الذكاء الاصطناعي، مما يفتح الباب للنقاش حول مصير هذه المهنة في ظل صعود “النماذج اللغوية الضخمة”.

من المثير للاهتمام أن نرى كيف سيعكس ساركوزي تجربته في السجن من خلال مذكراته. هل سيكون هناك تأثير على مشهد السياسة الفرنسية بعد نشر الكتاب؟