كابوس “نصف يوم” : بحث صادم يكشف هشاشة هولندا أمام انقطاع محتمل للكهرباء

متابعة | مدار 24

أظهر تقرير جديد ومقلق صادر عن جامعة أمستردام أن الاقتصاد الهولندي معرض لخطر الشلل شبه الكامل في غضون ساعات قليلة من وقوع أي انقطاع مفاجئ وكبير في التيار الكهربائي أو الاتصالات، مما يهدد الأمن الغذائي وسلاسل التوريد الأساسية.

أمستردام – في تحذير صارخ يضع الهولنديين في مواجهة مباشرة مع سيناريوهات الطوارئ، كشف بحث لجامعة أمستردام أن غالبية الشركات في هولندا لا تتمتع بأدنى مستوى من الجاهزية لمواجهة انقطاعات مفاجئة وممتدة في البنية التحتية للطاقة والإنترنت.

ويشير التقرير إلى أن “توقف العمل الكامل” هو المصير المحتوم لأغلب المؤسسات بعد ساعات معدودة فقط من حدوث أي انقطاع، مسلطًا الضوء على اعتماد البلاد الحاد والخطير على شبكة كهرباء مستقرة.

▪️سلاسل التوريد في خطر

وتكمن خطورة هذا الاعتماد في أنه يتجاوز حدود الشركات المكتبية ليشمل القطاعات الحيوية. ففي تعبير مؤثر يلخص المأزق، يقول الباحثون: “إذا انقطعت الكهرباء، فكيف سيتمكن الخبّاز من صنع الخبز؟”

هذا السؤال البسيط يحمل في طياته تهديداً مباشراً للأمن الغذائي. ووفقاً للتحليل، فإن الرفوف قد تبدأ في الإخلاء في وقت قصير جداً، مما يخلق وضعاً حرجاً للمواطنين.

▪️نقاط مقلقة من التقرير:

_ قدرة العمل بعد أسبوع 6٪ فقط من الشركات يمكنها الاستمرار في العمل بعد أسبوع كامل من الانقطاع.
_ الفئة الأكثر ضعفا: لشركات الصغيرة والمتوسطة (SMEs) هي الأكثر هشاشة والأسرع توقفاً.
_ سابقة أوروبية حوادث انقطاع مماثلة هذا العام في إسبانيا والبرتغال أدت إلى تعطيل اقتصادي شامل.
_ دعوة للحكومة : هناك دعوات متزايدة لحث الحكومة على توفير دعم مالي أو حوافز للشركات للاستثمار في خطط وجاهزية الطوارئ.

▪️دعوات للتحرك العاجل

ويصف خبراء التقرير بأنه “مقلق للغاية”، خاصة في ظل البيئة الجيوسياسية المتقلبة وتزايد المخاطر. فمن جهة، يتصاعد خطر الهجمات الإلكترونية التي قد تستهدف البنية التحتية الحيوية، ومن جهة أخرى، تشكل الظروف الجوية المتطرفة الناتجة عن تغير المناخ تهديداً متزايداً للتسبب في أعطال واسعة النطاق.

وتختتم الدراسة بضرورة إطلاق خطة وطنية عاجلة لتعزيز المرونة الاقتصادية. ويجب أن تركز هذه الخطة على تزويد الشركات، لا سيما الشركات الصغيرة والمتوسطة، بالموارد اللازمة لضمان استمرارية الأعمال خلال الأزمات، والتحول من الاعتماد الكلي على الشبكة إلى نظام هجين يضمن استدامة الخدمات الأساسية.

مقالات قد تعجبك
اترك تعليق

لن يتم نشر أو تقاسم بريدك الإلكتروني.