تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي في سورية، صورا تظهر تحطيما واعمال تخريبية تطال ضريح الشاعر العربي الكبير أبي العلاء المعري في معرة النعمان جنوب أدلب.
المعري هو أحمد بن عبدالله بن سليمان التنوخي المولود في معرة النعمان سنة 363 هـ -973م والمتوفي فيها سنة 449هـ -1057م، من كبار الشعراء العرب المسلمين، والذي اشتهر بشاعريته الفذة، وحكمته وفلسفته العميقة. رغم فقدان بصره كان عالماً باللغة وحاذقاً في النحو وبارعا في الحكمة.
قبل وفاته أوصى أن يكتب على قبره :
“هذا ما جناه أبي عليّ وما جنيت على أحد”.
حيث في وسط مدينة معرة النعمان يقع ضريح الشاعر والفيلسوف ابي العلاء المعري ضمن مبنى المركز الثقافي العربي وقد ضم الضريح قبراً متواضعاً خلا من الزخرفة والصنعة بتواضع وبساطة صاحبه يحيط به إيوان يتجه إلى الشمال بجانبيه مدخلان يؤديان إلى قاعة المكتبة العلائية والتي تضم آلاف الكتب المنوعة مع مجموعة أخرى حوت آثار أبي العلاء وما كتب عنه من أدباء وشعراء.
كما يجاور تلك القاعة من الجنوب حديقة متواضعة فيها قبران قديمان يعتقد أنهما من أقرباء المعري أومن طلابه.
وقد تم تصميم ذلك البناء على طراز الأبنية العربية ويعتبر من الأبنية الهامة والأثرية في مدينة المعرة لما يمتاز به من طراز معماري فريد وقد بني في الأربعينيات من القرن الماضي على مساحة قدرها 500 مربع ويطل على الشارع الرئيسي بواجهة معمارية يتوسطها مدخل بقنطرة مدببة مرتفعة تركز على عمودين من الحجر ثم المدخل الذي يفضي إلى باحة مكشوفة يتصدرها ضريح أبي العلاء المعري.
كان ضريح المعري قبل الثورة وجهة سياحية هامة، ولشهرته العالمية كان السواح يقصدونه مع ما يحمله الضريح من بناء أثري انشأ على الطراز السلجوقي قبل مئات السنين.
يشكك البعض في عقيدته وإيمانه ويتهمونه بالزندقة والإلحاد، رغم اختلاف الاراء في نقد اشعاره.
فلم يسلم مرقده من القصف، مما تسبب بأضرار في بعض أنحائه، لكن كان الخوف الأكبر لدى أهالي المنطقة ومحبي الفيلسوف الراحل يبقى في قيام طيران النظام بإلقاء أحد براميله المتفجرة على الضريح.
اليوم وبعد إن سلم من أيدي النظام القمعي في سورية، يتعرض قبر المعري الى اعمال تخريبية على يد عصابات ارهابية، ليستمر عناء المعري في محاربة الجهل والطغيان حتى خلوده.