بيونسيه تفوز بأرفع جوائز غرامي للمرة الأولى بألبوم “كاوبوي كارتر”

فازت بيونسيه، أخيراً، بجائزة غرامي لأفضل ألبوم لهذا العام عن عملها الثوري “كاوبوي كارتر” Cowboy Carter يوم الأحد، بينما حقق مغني الراب كندريك لامار انتصاراً ساحقاً في ليلة كانت بمثابة رسالة حب إلى لوس أنجليس المتضررة من الحرائق.

وبرزت كل من تشابل روآن، وتشارلي إكس سي إكس، ودوِتشي، وسابرينا كاربنتر بوصفهن فائزات رئيسيات في الحفل الذي طغت عليه العروض الموسيقية، فيما غادرت النجمتان تايلور سويفت وبيلي أيليش دون أي جوائز.

بيونسيه تحطم الأرقام القياسية في غرامي

جعل فوز بيونسيه عن “كاوبوي كارتر” Cowboy Carter منها الفنانة الأكثر ترشيحاً والأكثر تتويجاً في تاريخ الجوائز، فضلا عن كونها أول امرأة سوداء تفوز بهذه الجائزة في هذا القرن.

وكان هذا الانتصار ذا دلالة خاصة، حيث سلط ألبومها الضوء على مساهمات الفنانين السود في موسيقى الكانتري، وهي مساهمات تم تهميشها مرارا وتكرارا من قبل الصناعة.

وتحدثت بيونسيه، وسط هتاف زوجها جاي-زي وابنتها بلو آيفي بين الحضور: “أشعر بامتلاء وسعادة وشرف كبير”. وأهدت الجائزة إلى ليندا مارتيل، إحدى رائدات موسيقى الكانتري من ذوي البشرة السوداء، والتي شاركت بصوتها في الألبوم، مضيفة: “آمل أن نستمر في التقدم وفتح الأبواب أمام الآخرين”.

وبهذا الفوز، ارتفع عدد جوائز غرامي التي حصدتها بيونسيه في تلك الليلة إلى ثلاث، حيث فازت أيضاً بجائزة عن تعاونها مع مايلي سايرس، إضافة إلى جائزة أفضل ألبوم كانتري. ليصل إجمالي ما حصلت عليه خلال مسيرتها إلى 35 جائزة غرامي.

وخلال تسلمها الجائزة، قالت بيونسيه بصوت مرتجف: “لم أكن أتوقع هذا حقاً… أحياناً، تُستخدم التصنيفات الموسيقية رموزاً لإبقائنا في أماكننا بوصفنا فنانين”. وتابعت: “أريد فقط تشجيع الناس على متابعة شغفهم والبقاء مثابرين”.

لامار وروآن يسيطران على غرامي

حقق كندريك لامار اكتساحا كاملا بفضل أغنيته الضاربة “نات لايك أص” Not Like Us، وهي واحدة من سلسلة أغنيات وجهت انتقادات شديدة لمنافسه دريك.

وحصد لامار جميع الجوائز الخمس التي ترشح لها، بما في ذلك جائزة تسجيل العام وأغنية العام، ولم يخسر سوى أمام نفسه في فئتين ضمن جوائز الراب. وقال لامار، البالغ من العمر 37 عاما، عند تسلمه جائزة أفضل أغنية: “لا يوجد شيء أقوى من موسيقى الراب… نحن الثقافة”.

واكتسبت أغنية “نات لايك أص” شهرة هائلة، محطمة الأرقام القياسية في البث، ومتربعة على قمة القوائم الموسيقية. وأهدى لامار جائزته لمدينة لوس أنجليس، التي لا تزال تتعافى من الحرائق التي دمرت أحياء بأكملها وتسببت في تشريد الآلاف.

من جانبها، فازت تشابل روآن بجائزة أفضل فنانة جديدة، في تتويج لعام مذهل شهد انتقالها من مغنية مغمورة إلى نجمة لامعة في عالم الموسيقى بين ليلة وضحاها. وفي خطاب مؤثر، استذكرت روآن كيف فقدت عقدها مع شركة الإنتاج خلال جائحة كورونا وعانت للعثور على عمل، قبل أن تنجح أخيراً.

واغتنمت الفرصة لتوجيه رسالة إلى شركات الإنتاج، قائلة: “يجب أن توفروا للفنانين أجرا معيشيا ورعاية صحية… نحن ندعمكم، ولكن هل أنتم تدعموننا؟”.
دوِتشي تصنع التاريخ وسابرينا كاربنتر تتألق

حققت دوِتشي إنجازاً تاريخياً، حيث أصبحت ثالث امرأة على الإطلاق تفوز بجائزة أفضل ألبوم راب. وقدمت لها الجائزة كاردي بي، التي كانت ثاني امرأة تفوز بهذه الفئة من قبل.

وعبرت دوِتشي، والدموع تملأ عينيها، عن فرحتها قائلة: “كل شيء ممكن”، متوجهة برسالة إلى الفتيات والسيدات السوداوات: “لا تسمحن لأحد بأن يفرض عليكن صورا نمطية تجعلكن تشعرن أنكن لستن مؤهلات أو غير ذكيات بما يكفي، أو أنكن صاخبات أكثر من اللازم… أنتن تماماً كما يجب أن تكنّ”.

أما سابرينا كاربنتر، فقد حصدت جائزة أفضل ألبوم بوب صوتي، بعد أدائها المميز لأغنيتيها “إسبريسو” Espresso و”بليز بليز بليز” Please Please Please بأسلوب مستوحى من هوليوود الكلاسيكية.

من جهتها، فازت شاكيرا بجائزة أفضل ألبوم بوب لاتيني، قبل أن تشعل المسرح بأداء مذهل جمع بين أغانيها الكلاسيكية وأحدث أعمالها، حيث أبهرت الجمهور بحركاتها الراقصة. وحصدت تشارلي إكس سي إكس ثلاث جوائز، من بينها أفضل ألبوم رقص/إلكتروني عن ألبومها الصيفي “بْرات” Brat، قبل أن تقدم عرضا صاخبا في نهاية الحفل.
أنا أحب لوس أنجليس

كان حفل الأحد بمثابة تحية خاصة إلى مدينة لوس أنجليس، لكنه لم يكن كئيبا، بل حمل أجواء دافئة احتفت برجال الإطفاء وحثت على التبرع للمدينة المنكوبة. وأعلن المقدم تريفور نواه أن المشاهدين تبرعوا بأكثر من سبعة ملايين دولار لصالح جهود الإغاثة من الحرائق.

كما قدم رجال إطفاء بارزون من مقاطعة لوس أنجليس جائزة بيونسيه الكبرى، فيما غنى طلاب فقدوا مدارسهم إلى جانب ستيفي وندر أغنية “وي آر ذا وورلد” We Are The World تكريماً للراحل كوينسي جونز.

وافتتح الحفل بأداء جماعي لأغنية “أنا أحب لوس أنجليس” I Love LA بقيادة شيريل كرو وجون ليجند، بينما أدت بيلي أيليش أغنيتها “بيردز أوف إيه فيذر” Birds of a Feather مرتدية قبعة فريق البيسبول LA Dodgers. واختتمت أيليش كلمتها وسط تصفيق الجماهير بعبارة: “أحبك لوس أنجليس”.

(فرانس برس، العربي الجديد)

مقالات قد تعجبك
اترك تعليق

لن يتم نشر أو تقاسم بريدك الإلكتروني.