لماذا قتل أولادي الأربعة؟ || في الذكرى الثالثة والثلاثين لفاجعة ملجأ العامرية
خاص | مدار 24
تستذكر منصة “madaar24” مع العراقيين الفاجعة الأليمة التي هزّت بغداد عام 1991م في الذكرى الثالثة والثلاثين لتفجير ملجأ العامرية.
**__________________**
تتسائل “أم حسين” امرأة عراقية فقدت أبنائها الأربعة في حادثة ملجأ العامرية، وهم في ريعان شبابهم : “لماذا قتل أولادي الأربعة؟”
بعد الفاجعة بسنوات تقول “ام حسين” :
_كانوا يملأون المنزل بضحكاتهم، لكنهم ذهبوا فجأة في صباح ذلك اليوم المشؤوم، ذهبوا ضحية جميعهم، ولم أحصل حتى على جثثهم، وقد عشت عذاب فقدهم حتى الأن وقد نسيهم الجميع، ولكن لم يجبني أحد حتى الآن لماذا قتلوا؟
تحكي “ام حسين” اللحظات الأخيرة :
كانت الساعة في حدود الرابعة فجرًا، في ليلة مظلمة حيث انقطاع تام للتيار الكهربائي، وكان نحمل الفوانيس ونهرول للملجأ، وقفنا عند الباب لحظات طويلة بسبب الاكتضاض عند البوابة، وكنا نتأمل وجوه بعضنا البعض، لم التقي باولادي، فقط لمحت وجه “شيماء”.
لم احصل على جثثهم، لقد حصلت فقط على جثة “حسين” ذو ال16 عاما، الذي حلم بأن يكون طيارا عندما يكبر، وقد عرفت انه استشهد نتيجة الضغط، أبقيت جثته في المنزل يوما كاملا، اتأمل فيه وأنتظر منه ان يجيبني، ربما قام بانقاذ اخوته، لكنه لم يستطع بالطبع.
لم أتخطى فكرة رحيلهم، فقدت القدرة على النوم، حاولت مرارا أن أحرق المنزل، ارتدي ثيابهم فأشعر بالحنين لهم، يزوروني كل ليلة في احلامي واتحدث معهم، اغمرهم بالحنين وأنام جنبهم.
تذهب “ام حسين” كل يوم الى المقبرة، وكانت تراودها فكرة أن تحفر قبرا لها جنبهم، لكنها تذكرت “أن العراقيين يفقدون أولادهم بالجملة، ويكملون حياتهم، لكن من رحلوا يعيشون معنا حتى آخر يوم في حياتنا”.
وتتساءل “ام حسين” بقلب محروق : لماذا قتلو أولادي؟ لا أريد تعويضات ولا اعتذار، ولا عودة الزمن. فقط أجيبوا, لماذا فعلتم هذا بأولادي؟ هل للطيار الذي قصف الملجأ أولاد؟ هل يعرف شعور أن يكون أحدهم مريضاً؟ كيف لو علم أنهم تحت التراب؟
• استذكار :
يستذكر العراقيون اليوم الذكرى الثالثة والثلاثين لفاجعة ملجأ العامرية أو ملجأ (25) في العامرية ببغداد والذي تم قصفه من قبل احدى الغارات الأمريكية في حرب الخليج الثانية، في 13 فبراير 1991م. ورغم تكرار المآسي والفواجع الدامية على العراقيين خلال العقود الثلاثة الماضية، إلا أن المجزرة ما زالت تحفل باهتمام واسع بين العراقيين.
تم تدمير الملجأ الذي كان يضم ما يقارب 400 مدني عراقي من النساء والأطفال، بوساطة طائرتين من نوع 117-أف ، وقد بررت قوات التحالف الدولي هذا القصف بانه كان يستهدف مراكز قيادية عراقية.
صممت جدران الملجأ التابع لوزارة الدفاع والمكون من ثلاثة طوابق لتعزل من هم بالداخل من أي انفجار، بهدف الوقاية من الاشعاع النووي والمفاعلات الكيميائية مع وجود ابواب طوارىء تؤدي للراديب الارضية ولكنها حبستهم في داخل الملجأ ليلقوا حتفهم بالموت حرقا، بسبب اختراق الصواريخ لسطح الملجأ.
وقد لقي أربعمائة وثمانية أشخاص حتفهم في حادثة التفجير، ومن بينهم مائتان وإحدى وستون امرأة، واثنان وخمسون طفلا رضيعا، وكان أصغرهم طفل عمره سبعة أيام، لم يتم إيجاد أي أثر له ولا صورة، إضافة إلى 26 مواطناً عربياً.