على غرار الديانات السماوية الإبراهيمية يلتزم المسيحيون في جميع بقاع العالم بتأدية فريضة الصوم، والتي تحدد عندهم بأربعين يومًا، ثابة لا تتغير مع تعاقب السنين.
يطلقون عليه اسم “الصوم الكبير Lent” والذي يبدأ من يوم الاربعاء 5/ مارس وينتهي يوم الخميس 17/ أبريل، وكان البابا غريغوريوس أول من اعتمد فترة رسمية ثابتة لهذا الصوم في العام 601م.
يستمر الصيام اربعين يوما، قبل عيد الفصح، وهو طقوس معتمدة منذ قرون، ويصوم المسيحيين بتناول وجبة واحدة فقط في اليوم من دون تناول اللحوم، ويذكرهم هذا الصوم بالاربعين يوما التي قضاها يسوع المسيح في الصحراء، وهو تعبير عن التوبة والحزن والندم على الأخطاء، والنية الصادقة بالابتعاد عن الخطايا.
وفي الكنيسة يقوم الكهنة برسم صلبانا من الرماد على جباه المصلين للإشارة إلى أنهم ينتمون إلى يسوع المسيح، ويحزنون على خطاياهم. وكان البابا غريغوريوس هو أول من أرسى هذا التقليد.
إن الانقطاع عن تناول اللحوم ومنتجات الألبان، عند المسيحيين يعتبر تكريما لتضحية يسوع بجسده في يوم الجمعة العظيمة، كما يمتد الصوم الكبير عند بعض الكنائس مثل الأقباط إلى 55 يوما، إذ يبدأ عندهم في 24 فبراير.
والجدير بالذكر إلى أنه تختلف تقاليد الصوم الكبير بين الكنائس، في دول العالم شرقا وغربا، فالبعض يمتنع عن الطعام لساعات محددة، أو الانقطاع عن اللحوم ومنتجات الحليب والأجبان طوال مدة الصوم، وبعضها تنقطع عنه يومي الجمعة والسبت فقط.
وفي فترة الصيام هناك ما يدعى ب “اسبوع الآلام” حيث يقوم المسيحيون بالسير في درب الصليب في القدس القديمة، محاكاة لمسيرة يسوع المسيح قبل صلبه وفقا للكتاب المقدس أما في روما فإنهم يؤدون هذا الطقس في المدرج الروماني الكولوسيوم.
وينتهي الصوم الكبير في “خميس الغسل”، وهو اليوم الذي قام فيه المسيح بغسل أقدام تلاميذه خلال العشاء الأخير، وبعده ليلة الجمعة العظيمة ثم سبت الفرح، حتى يحل عيد القيامة، الذي يُعدّ أقدس الأعياد المسيحية.