1
أسلِمْ وجهَكَ
سوف َ تمُدُ الشهبانُ سلاسلَ من ذهبٍ حول الغيمِ
ولن ترفعَ رأسكَ حتَّى تقذف آخر أبيات قصيدتك الأولى صوب الشمس
أسلم وجهك َ
قال العُمرُ:
كنتُ تحثُّ الموتَ على استخلاص المجهول من الأحداق
حتَّى
اغتاظَ
اغتاظ
فعلَّقَ النهايات المفتوحةِ على جسدك
قلتَ :
اجترحت ْ
فزَّاعةٌ صهرتها الشمس
رجفةَ صوتي
حتى نبتت الحشائش على فُرجة صوتي
كنتُ حينها
أُدققِ في عينه
المرآة الوحيدة الناجيةُ من التحطم
فانتهرني الزجاجُ
وادَّعى أني أبتزُّه
***
.
2
سرنا
التابوتُ استأنس بالأرجلِ
أرجلنا تنقش ُ خط الرحلةِ من منفى الماء لنزوتك الأخيرة
قدماك الباردتان مغروستان في الرمال المتحركة
لأنَّك إن تمت ْ فردًا تُكثرنا
يا للضآلة
كيف موتٌ واحدٌ يكفي لكل الورد في وجهك
لمتاهٍة كانت تُهمش ُ جنس َ الموتِ وشكلَ عيونِ ملاك الموت
تنعتُ المراثي المكرورةَ كصوتِ الجدَّات المنسي ِ لحظةَ اكتمال نمو الأبناء
تنعتها بالبؤس ِ
وكنتَ على تمو ِجها تُنبتُ لحمك
***
.
3
هذي جنازتُكَ استعدَّت باكراً للصحو
نعم مروا على خفقاتِ دمعتنا
ملائكةٌ يعرف بعضهم بعضًا عليك
أليس َ تناسلَ شفافًا ؟
أليس تضخَّمَ القنديلُ في يدهِ فصارَ منار؟
أتعرفهم؟
تحلَّقوا حول الجنازةِ
تكوَّموا عليك َ
أزاحوا الرمدَ العالقَ من قُبلاتنا على جبينك
شدُّوا حولَ الصخرةِ حبالاً تصلحُ للخلاص ِ
تناولوا بعض َ شعر ِ رأسك بشارةً لملائكةٍ اعتذروا بأعمالهم الشاقة عن القدوم
وتركونا نختصمُ والماء أيكما أنقى؟
***
.
4
كنتَ أوضحَ التقاطةٍ لطريقةِ تنفس الملائكة
مشتجرًا بالنوايا كنتَ وحدَك َ
وحدك َ
!نحنُ؟
وحيدونَ استسغنا ما غلاهُ الشوك من دمنا
على مقربةٍ من تابوتك الفارغ إلا من جسدك
غفوتَ لتسكب ما تبقى من هدوئك في اللحود
***
.
5
هذه الجنازةُ المضمخةُ بالعتاب تُشي ِعنا
هذه السماءُ الحاسرةُ إلا من قمر ٍ فردٍ يغطي ندبتها
تمددت ندبتها لتحرس الأمدَ
فانتقتك
قمرًا آخرًا على شكل ضمادٍة شابَّة
يا آخرَ مسمار ٍ ند ي ٍ يُدق في تابوت النواح
وأثقل نوتةٍ مفقودةٍ من معزوفةِ الرفاق
صحِ يارفاق
فرقة الأموات الموسيقيةُ
بحاجةٍ لعازفٍ “نصف نبيٍ”
يجيد تأليف َ نشيدٍ يُؤلف ُ القبور المتنافرة
صحِ يارفاق
وابذل حنطةَ رفقتنا حول تنانير ِ اللهفة
وانطق اسمك مرارًا
حتى تدلنا عليك
________________________________
* مهدي بن حسين : شاعر سعودي