مسلسل “البطل” دراما سورية واقعية تظهر إحترامًا للحقيقة

محمد الحسين | مدار 24

كُتب في البوستر الدعائي للمسلسل عبارة أختصرت الفلسفة التي دارت في محيطها احداث العمل : “في زمن اختلّت فيه القيم والمبادئ… مَن يكون البطل؟ وما هو ثمن البطولة؟”

تعرض قناة “mbc دراما” في رمضان هذا العام المسلسل الدرامي السوري “البطل” الذي بدأ تصويرة نهاية العام الماضي، والذي تصدر وبرز كأحد أهم الاعمال الدرامية الرمضانية التي جسدت واقعًا مؤلمًا عاشه الشعب السوري.

وقد كتب المخرج الليث حجو : “البطل حكاية تنسج بجهود جبّارة من كل الأبطال الذين ساهموا ولا يزالون يعملون بحب، لتلامس حكايتهم قلوب المشاهدين في رمضان. والقصة مأخوذة عن فكرة للكاتب السوري ممدوح عدوان، وشارك في تأليفها وفي كتابة السيناريو والحوار الليث حجو والكاتب رامي كوسا”

المسلسل من تأليف رامي كوسا وإخراج الليث حجو، وهو مقتبس من مسرحية “زيارة الملكة” للكاتب ممدوح عدوان وقد شارك في البطولة الفنان القدير بسام كوسا بدور “يوسف”، والفنان وسام رضا بدور “مجد”، والفنان محمود نصر بدور “فرج”، والفنانة نور علي بدور “مريم”، بالإضافة إلى نانسي خوري، هيما اسماعيل، جيانا عيد، جمال العلي، خالد شباط، كما شهد المسلسل مشاركة الثنائي جرجس جبارة و حسين عباس.

تدور أحداث المسلسل الذي تم تصويره في بيئة قروية، حول شخصية “يوسف” استاذ اللغة العربية المميز، الرجل المقعد الذي رسم صورة لشخصية أبوية تحمل في طياتها الأمل، وتخفي بتعابير وجهه الفاضحة آلام وخيبات ومشاعل الحروب القاسية كلها التي شهدها المجتمع السوري بأكمله.

يقود “يوسف” المقعد على كرسيه عائلة تكافح من اجل البقاء رغم الضروف الصعبة، التي تطمر فيها المأساة معالم الحب والأمان، بحيث يبحث الأبناء عن مستقبل افضل لهم وهم يتابعون مصير أبائهم المغمورين بخيبات الامل، في الوقت الذي يصعب فيه اتخاذ القرار المصيري.

“فرج” الذي يضحي بنفسه لإنقاذ مراهق من براثن نيران مميتة، ليصبح رجل في منتصف العمر بطلًا يتغنى به أهل القرية، لكنه سرعان ما يجد نفسه وسط معركة نفوذ ضد بلطجي ماكر.

و”مريم” التي يضيع حبها، ويأكل قدر الحرب لحظاتها السعيدة، وهي تحير بين اختيارين، و”سولافة” الفتاك الوحيدة التي تجد في “مجد” قسمة الحب والغرام الباهت.

بشكل عام تعبر وجوه الشخصيات التي جسدت بعمق واقع الالم السوري حقيقة الجرح العميق الذي شرخ المجتمع السوري بعد الحرب، فلا نجد في “يوسف” المقعد سوى صورة مصغرة لسورية بعد الحرب، الشعب الذي لا يزال صلب ويواصل همته رغم الأسى الكبير الذي يجثم عليه.

يجد المشاهد أن المجتمع السوري هنا وهو غارق بالمشاكل والصراعات، لا تنفك ان تسنح الفرصة لكل عنصر ليكون فيها هو البطل، حتى يفشل ابن السلك بترسيخ دور البطولة، لتعود حقيقة البطولة إلى الشخصية التعليمية المثقفة التي فقط بامكانها ان تصلح نفسها والمجتمع من ذاتها، وهنا يكشف الكاتب للمشاهد برمزية متقنة أن صراعات هذه العائلة هي نفسها صراعات سورية.

بعد إن اعطى المسلسل مساحة كبيرة للرمزية نجد إن عامل الجذب والثيمة التي يحملها المسلسل والتي تجعل المشاهد في حالة ترقب تكمن في نهاية كل حلقة حيث يثبت الليث حجو كامرته على بسام كوسا ليختم الحلقة بصيغة أدبية الراوي للأحداث.

مقالات قد تعجبك
اترك تعليق

لن يتم نشر أو تقاسم بريدك الإلكتروني.