تستطيع المرور بسهولة عبر شوارع بغداد المزدحمة، وقد فرضت نغمتها وانسيابيتها الفوضوية في طبيعة العاصمة بغداد والمدن الاخرى، حتى صارت مكسب عيش لعوائل الدخل المحدود.
بعد حالة الشيخوخة التي وصلتها العاصمة بغداد، وانسداد الشرايين، ولأن انسداد الشرايين هو أحد ابرز الامراض التي يعاني منها كبار السن وما يرتبط به من تدفق بطيء للدماء، فإن حركة تدفق العجلات في الطرق الرئيسة والفرعية في بغداد، أشبه بحالة انسداد الشرايين عند كبار السن، لكن هذا الانسداد لا يعود بسوء الصحة على جسد العاصمة فحسب، بل على العجلات والبشر الذين يبدأون صباحهم وينهون نهارهم يوميًا عالقين في عملية تدفق بطيئة في طرقات العاصمة. وبسبب هذه الازدحامات الخانقة التي يعيشها العراقيون كل يوم، أصبحت “التكتك” هي الملاذ الأخير والذي لا بد منه.
إزداد استيرادها بعد مظاهرات تشرين 2019 الثورة التي باتت تعرف ايضا باسم ثورة “التوكتك” حيث أصبحت ما يشبه بالاكسسوارات التي تزين معاصم الثوار، وهي تنقلهم بسرعة البرق وتسيح بهم بتخفي بين ساحات وجسور وأنفاق بغداد.
يكاد يصبح التكتك جزءا من اجواء شوارع بغداد، وبالرغم من عدم ارتباطه بتراثها الا انه اصبح ظاهرة غريبة غير مرغوب فيها، لكن لا بد منها.
تعود اصول هذه المركبة ذات الثلاث عجلات الى بلدها المصنع الام “ايطاليا” الا انها دخلت العراق عبر الهند، وذلك بسبب انتقال الشركة المصنعة لها الى الهند، وتعد شركة “اتول” الهندية الرائدة في صناعة التكتك هي الموزع الرئيسي لها في العراق، وتتراوح اسعارها بين 3-8 مليون دينار عراقي.
اطلق عليها اسم “زنبور” او حشرة الشوارع الضيقة، او الباجاج كما عرف عنها في الهند، وكان سبب تصنيعها هو وجود الحارات والطرق الضيقة في جنوب ايطاليا والتي يصعب دخول السيارات والشاحنات اليها.
بدأ تصنيع عجلة التكتك او Ape عام 1948 في توسكانا، من قبل شركة بياجو (piaggio) وكانت تستند الى ثلاث عجلات ومقصورة واحدة للسائق مع مقصورة اخرى جرى التعديل عليها لاحقا.
اصبحت الزنبور الإيطالي الشهير جزء من شوارع ايطاليا، قبل ان ينتقل انتاجها الى الهند بعد 70 عاما من الخدمة في مدن ايطاليا، لتصبح بعض الدول الاسيوية والافريقية معتمدة على استيراده، مع عدم نجاحه في الدول الاوربية.
ويعتبر التوكتوك هو تطورا لمركبة الريكاشة اليابانية القديمة التي كان يجرها سائقها والتي كانت تجري علي عجلتين. تطورت الريكاشه من آلة يجرها الإنسان إلى أخرى مزودة بترس وبدالين كالدراجة.
كلمة توك توك (بالتايلندية:ตุ๊กตุ๊ก) هي غير أكيدة المعني، والأغلب أنها لفظ ليس له دلالة لغوية، ولكن المرجح أن الكلمة مستمدة من الصوت الصادر من الماكينة عند تسارعها.