قوانين نيوتن الثلاثة للحركة .. هل هي سرقة من انجازات عربية؟

يشاع بشكل كبير الى أن علماء الغرب قد نظروا لكتب العرب وتأثروا بها، وقد اقتبس بعضهم منها أفكار وأطروحات ونسبها له، إذ أن عصر النهضة الأوروبية يشهد على كثير من الادلة حيال ذلك

ومع ذلك، من المهم الإشارة إلى أن العلماء العرب والمسلمين كان لهم دور كبير في تطوير علم الفيزياء والرياضيات، وقدموا إسهامات هامة في مجالات مثل علم الحركة وعلم الفلك. ومن بين العلماء العرب الذين قدموا إسهامات في هذا المجال : ابن سينا (980-1037) الذي كانت له إسهامات في علم الحركة والقوة، كما تحدث عن مفهوم القصور الذاتي. وابن الهيثم (965-1040) الذي قدم إسهامات في علم البصريات والحركة، وتحدث عن مفهوم القوة والسرعة. وكذلك الطوسي (1201-1274) الذي قدم أيضاً إسهامات في علم الفلك والحركة، وتحدث عن حركة الكواكب.

إن إسهامات هؤلاء العلماء وغيرهم من العلماء العرب والمسلمين التي ساهمت في تطوير علم الفيزياء والرياضيات، قد مهدت الطريق لظهور قوانين نيوتن للحركة. ومع ذلك، يجب التأكيد على أن قوانين نيوتن للحركة هي إنجاز علمي فريد من نوعه، وتستند إلى تجارب وملاحظات دقيقة، وقد تم التحقق منها مرارًا وتكرارًا.

واحد من الأمثلة في ذلك هو ما يمكن تسميته ب “سرقات نيوتن” وهو قوانين الحركة الثلاثة التي تعتبر من أهم النظريات الفيزيائية، إذ يدعي البعض بأنها سرقة واضحة من نظريات وإطروحات عربية. وقد وضعت هذه القوانين أسس الميكانيكا الكلاسيكية، وهي تصف العلاقة بين حركة الجسم والقوى المؤثرة عليه. والتي تم وضعها من قبل العالم الإنجليزي إسحاق نيوتن في كتابه “الأصول الرياضية للفلسفة الطبيعية” الذي نُشر عام 1687م.

ينص قانون نيوتن الأول للحركة على التالي :

“إن الجسم يبقى في حالة سكون أو في حالة حركة منتظمة في خط مستقيم مالم تجبره قوى خارجية على تغيير هذه الحالة.”

ومن الواضح أنه جاء نصًا عن ما قاله الفيلسوف ابن سينا في كتابه “الإشارات والتنبيهـات” : “إنك لتعلم أن الجسم إذا خلى وطباعه ولم يعرض له من الخارج تأثير غريب لم يكن له بد من موضع معين وشكل معين فإن من طباعه مبدأ استيجاب ذلك”

وقانون نيوتن الثاني للحركة والذي ينص على : “إن تسارع جسم ما أثناء حركته، يتناسب مع القوة التي تؤثر عليه.”

فقد وجد نصه في مقالة العالم فخر الدين الرازي الواردة في كتابه “المباحث المشرقية” قوله : “فإن الجسمين لو اختلفا في قبول الحركة لم يكن ذلك الاختلاف بسبب المتحرك، بل بسبب اختلاف حال القوة المحركة، فإن القوة في الجسم الأكبر ،أكثرمما في الأصغر الذي هو جزؤه لأن ما في الأصغر فهو موجود في الأكبرمع زيادة”

وأما قانون نيوتن الثالث للحركة الذي ينص على أن : “لكل فعل رد فعل مساوي له في المقدار ومضاد له في الاتجاه.”

فهو أيضاً مما وجد مثاله في مقولات العالم فخر الدين الرازي، وفي كتابه المذكور “المباحث المشرقية” حيث يقول ما نصه : “الحلقة التي يجذبها جاذبان متساويان حتى وقفت في الوسط لا شك أن كل واحد منهما فعل فيها فعلاً معوقا بفعل الآخر.”

مقالات قد تعجبك
اترك تعليق

لن يتم نشر أو تقاسم بريدك الإلكتروني.