المغرب في مهرجان باريس للكتاب || فسيفساء ثقافية تتجلى مع عمالقة الأدب واستكشافات فنية
خاص | مدار 24
باريس – بينما يتبوأ المغرب مكانة الضيف الشرف في مهرجان باريس للكتاب لعام 2025، يعد جناحه بأن يصبح مركزاً نابضاً بالتبادل الثقافي. برنامج غني ومتنوع، تم الكشف عنه للأيام الافتتاحية للمهرجان، يقدم لمحة آسرة عن الروح الإبداعية للمملكة، يشمل عروضاً مسرحية ساحرة للأطفال وحلقات عمل فنية وحوارات أدبية عميقة. وعلى مدار المهرجان، ستتاح للحضور فرصة فريدة للانغماس في الإبداع المتعدد الأوجه المنبثق من المملكة الواقعة في شمال أفريقيا.
يضع يوم الجمعة، 11 أبريل، الأساس لهذا التجربة الغامرة، حيث يقدم جدولاً حافلاً بالفرص للتفاعل مع الثقافة المغربية بأشكالها المتعددة:
عالم للصغار واليافعين: يبدأ اليوم بعرض مسرحي ثنائي اللغة ساحر للأطفال، “رحلة حميصة” (Le Voyage de Pois Chiche) في تمام الساعة 9:00 صباحاً. يستمد هذا العمل جذوره من الفولكلور المغربي، ويعد بمزيج مبهج من الفكاهة والرقة، من المؤكد أنه سيأسر الجماهير الشابة. يلي ذلك، في تمام الساعة 10:00 صباحاً، يمكن للفنانين الناشئين استكشاف فن الزليج المعقد، وهو فن الفسيفساء المغربي الأيقوني. ستقوم ورشة عمل عملية بتوجيه الأطفال في إنشاء أنماط هندسية مستوحاة من البلاط الملون الذي يزين رياضات وقصور البلاد. وفي وقت لاحق، في تمام الساعة 11:30 صباحاً ومرة أخرى في الساعة 1:30 بعد الظهر، ستقدم ورشة عمل النسيج الإبداعي للأطفال عالماً من المنسوجات المغربية، مستوحاة من سجاد البربر والأقمشة التقليدية، مما يلهمهم لإنشاء قطع منسوجة صغيرة خاصة بهم. سيتم تقديم العمل الجماعي “المغامرات الرائعات للبطلات الصغيرات، الجزء الثاني” (Les intrépides, fabuleuses histoires pour héroïnes en herbes, Tome II)، الذي يحتفي بشخصيات نسائية ملهمة، في تمام الساعة 12:15 ظهراً. وسيتميز فترة ما بعد الظهر أيضاً باللعبة التفاعلية “1001 سؤال عن المغرب” في تمام الساعة 4:15 مساءً، مما يوفر طريقة ممتعة وتفاعلية للأطفال للتعرف على تراث المملكة الغني.
لقاءات أدبية ونقاشات فكرية: يمكن للزوار البالغين توقع سلسلة من اللقاءات الأدبية الشيقة والنقاشات الفكرية. في تمام الساعة 11:15 صباحاً، ستقدم الكاتبة مريم جبور روايتها “الخيانة” (La trahison). وسيتبع ذلك في تمام الساعة 1:15 بعد الظهر جلسة مع أسماء المرابط، حيث ستناقش عملها الثاقب “الإسلام والحريات الأساسية: نحو أخلاق عالمية” (Islam et libertés fondamentales: pour une éthique universelle)، وتقدم رؤى حول الفكر الإسلامي المعاصر. ستشهد مناقشة رئيسية، “كتابة بين ضفتين: ترجمة وتلقي الرواية المغربية” (Une écriture entre deux rives : Traduction et réception du roman marocain)، في تمام الساعة 2:30 بعد الظهر، مشاركة المؤلفين سليم جاي ومولاي أحمد المديني وفؤاد العروي لاستكشاف تعقيدات ترجمة وتفسير الروايات المغربية المكتوبة باللغتين الفرنسية والعربية لجمهور عالمي. ستبحث جلسة “تراث مغربي بمنظور تعددي – أن تكون مغربياً: مواطنة منفتحة” (Patrimoine marocain au prisme de son pluralisme – Etre marocain: une citoyenneté ouverte) في تمام الساعة 3:30 بعد الظهر في التأثيرات المتنوعة التي شكلت الهوية المغربية. سيتم استكشاف التفاعل بين الأدب وفنون الأداء في تمام الساعة 4:30 مساءً في “لعب الكتابة: الأدب والفنون الحية” (Jouer l’écriture : Littérature et arts vivants)، والتي ستشهد مناقشة حول أحدث الأعمال المسرحية لإدريس كسيكس وفدوى مسك.
تكريم قامة أدبية: ستكون لحظة مؤثرة يوم الجمعة هي الاحتفاء بالذكرى السبعين لرواية إدريس الشرايبي المؤثرة “الماعز” (Les Boucs) في تمام الساعة 5:30 مساءً. ستحمل هذه الجلسة عنوان “إضاءات على كتابة ملتزمة: تكريم لإدريس الشرايبي” (Éclats d’une écriture engagée : Hommage à Driss Chraïbi)، وستحتفي بعمل قدم تصويراً رائداً لتجارب المهاجرين المغاربة في فرنسا.
معالجة القضايا العالمية من منظور مغربي: سيختتم اليوم بمناقشة حول قضايا عالمية ملحة. في تمام الساعة 6:00 مساءً، سيقدم المعهد الملكي للدراسات الاستراتيجية نتائج تقريره الاستراتيجي حول حالة محيطات العالم في “المحيط، رهان عالمي وحل كوكبي” (L’océan, enjeu mondial et solution planétaire). يلي ذلك، في تمام الساعة 6:20 مساءً، العرض المسرحي “لعب الكتابة: عرض مسرحي حول نصوص فاطمة المرنيسي / حريم” (Jouer l’écriture : Représentation théâtrale : autour des textes de Fatéma Mernissi / Harems)، الذي يضم الممثلتين أمل عيوش وسناء عسيف، وسيقدم تفسيراً فنياً مؤثراً لعمل الكاتبة النسوية المغربية الشهيرة.
يستمر البرنامج الغني والمتنوع طوال أيام المهرجان، واعداً بمزيد من اللقاءات مع مؤلفين مغاربة بارزين مثل الطاهر بن جلون وليلى سليماني، إلى جانب المزيد من ورش العمل الفنية والعروض الموسيقية. تمثل مشاركة المغرب كضيف شرف في مهرجان باريس للكتاب لعام 2025 لحظة مهمة في تعزيز التبادل الثقافي والأدبي بين المغرب وفرنسا، مما يوفر منصة حيوية لعرض المشهد الثقافي والأدبي المغربي المعاصر الديناميكي لجمهور عالمي.
أبرز فعاليات يوم السبت: استكشاف التاريخ والهوية والمستقبل المشترك:
يمتد البرنامج الجذاب للجناح المغربي إلى يوم السبت، 12 أبريل، مع فعاليات تتعمق في الروابط التاريخية للمملكة، وهوياتها المتطورة، ومستقبلها المشترك مع فرنسا.
ستستكشف جلسة “المغرب، مصير أطلسي: المغرب والبحر عبر التاريخ” (Le Maroc, un destin atlantique : Maroc et la mer au fil de l’histoire) في تمام الساعة 12:30 ظهراً العلاقة الدائمة بين الشعب المغربي والبحر، منذ العصور القديمة وحتى يومنا هذا، بما في ذلك فترة القراصنة المغاربة المشهورين والنهضة المينائية الحالية.
وفي وقت لاحق من اليوم، في تمام الساعة 6:00 مساءً، ستجمع حلقة نقاش رفيعة المستوى بعنوان “المغرب، مصير أطلسي: المغرب – فرنسا، نظرات متقاطعة حول مستقبل مشترك” (Le Maroc, un destin atlantique : Maroc – France, regards croisés sur un avenir commun) شخصيات بارزة من بينهم جاك لانغ (رئيس معهد العالم العربي)، وإليزابيث غيغو (وزيرة سابقة وعضوة في الأكاديمية الملكية المغربية)، والطاهر بن جلون (كاتب وشاعر ورسام)، وإدريس جيدان (كاتب ومعلم). ستدير الجلسة إدريس جيدان، وستبحث التصورات عن المغرب في فرنسا وفرنسا في المغرب، وتحديد الاهتمامات المشتركة، واستكشاف إمكانية مستقبل مشترك في ضوء الشراكة المتجددة بين البلدين.
هذه مجرد لمحات قليلة من البرنامج الشامل للجناح المغربي، الذي يعد بتقديم تجربة غنية ومثيرة للاهتمام لجميع الحاضرين في مهرجان باريس للكتاب لعام 2025.
يمكن الاطلاع على مزيد من فعاليات مهرجان باريس للكتاب من خلال الرابط ادناه :