تعرف على ثلاث روايات هولندية مترجمة إلى العربية تصدرت مشهد الأدب الهولندي

خاص | مدار 24

أمينة عابد مترجمة سورية، متخصصة في ترجمة الكتب والروايات من اللغة الهولندية إلى العربية، درست في مدينة لايدن الهولندية حيث بدأ اهتمامها بالأدب الهولندي.

ومن ترجماتها نقلها للعربية أهم ثلاث روايات هولندية : عن دار سرد رواية “اكتشاف سماء” لهاري موليش، عن دار الكرمة رواية “أوهام العقل” لبرنلف، ورواية “البحيرة السوداء” لهيلا هاسه.

• اكتشاف السماء :

رواية من تأليف الكاتب الهولندي هاري موليش، وقد اعتبر القرّاء في استفتاء جرى عام 2007 هذه الرواية كأعظم رواية هولندية على الإطلاق. ومؤلفها هو واحدٌ من أعظم الروائيين والمفكّرين الهولنديين.

رواية ملحمية مليئة بالمفاجآت، تزخر بنقاشات ثريّة عن علم الفلك، والعمارة، والفلسفة، والفن، والدين، واللغة، والذاكرة، والتاريخ. وتبقى في ذهن القارئ لفترة طويلة بعد قراءتها، مانحةً إيّاه فرصة تأويلها بأكثر من طريقة، وتتركه منبهراً بالثقافة الموسوعية لكاتبها، وخياله الخصب.

إذ في ليلةٍ باردة من ليالي هولندا، يلتقي مصادفةً “ماكس ديليوس”، وهو عالم فلك ومن محبّي المتعة، و”أونو كويست”، وهو لغويٌّ فوضوي لا يستطيع تحمّل تفاهات الحياة اليومية. ومن هذا اللقاء تنشأ بينهما صداقةٌ كبيرة رغم اختلافهما الشديد، وبعد وقتٍ قصير يكتشفان أنهما وُلدا في اليوم نفسه من العام نفسه، وأن حياتيهما قد تقاطعت في لحظةٍ استثنائية مع عازفة التشيلو “آدا”، فتنشأ من هذه اللحظة أبوّة جسدية وروحية لطفل بمواهب مذهلة، سيكون مكلّفاً من قبل السماء بإنجاز مهمّة شديدة الغرابة.

• أوهام العقل :

واحدة من علامات الأدب الهولندي وهي رواية كتبها المترجم والكاتب الهولندي برنلف بمثابة رحلة مؤثرة لا يمكن للقارئ أن أن يتخطاها، حولت الى فيلم سينمائي، وترجمت لمعظم لغات العالم.

هذه الرواية الحميمة عن التدهور الدرامي الذي يعانيه رجل مسن يصاب بمرض الألزهايمر تستمد قوتها من الصوت السردي الفريد والرائع للرجل نفسه. ولهذا السبب ما زالت من أكثر الروايات قراءة في الأدب الهولندي، وبِيع منها أكثر من750 ألف نسخة.

يعيش السبعيني مارتن كلاين، في البداية، بذهن حاضر، وإن كان مرهقًا، مع زوجته في ماساتشوستس. ولدا في هولندا، وتحملا بصعوبة الاحتلال النازي لها قبل أن يهاجرا إلى الولايات المتحدة، حيث عمل مارتن في منظمة بحرية. في حين أن مارتن اعتبر نفسه لفترة طويلة «شخصية هامشية» اجتماعيًّا، وحياته العائلية غير مبهرة، إلا أن له قدرة متميزة على الملاحظة والإدراك، حتى مع تدهور حالته الصحية. يلاحظ بلا حول ولا قوة: «يبدو أنني أفقد كلماتي مثلما يفقد شخص دمه»، ويقرر: «سأختلق حياةً لنفسي من دقيقة إلى دقيقة وأصدقها»، لكنه في النهاية يصل إلى قناعة أنه «الوحيد الباقي على قيد الحياة من أبناء لغتي».

لقد كتب برنلف رواية قاتمة وعميقة عن الخسارة التي لا رجعة فيها: فقدان الذات، وفقدان اللغة، والعلاقات، والذكريات، ولكن على الرغم من ذلك فإن صوت مارتن في نهاية الرواية يوحي بالأمل.

• البحيرة السوداء :

واحدة من أجمل الروايات العالمية لأحد أعظم كاتبات هولند هيلا هاسه سيدة الادب الهولندي، رواية كلاسيكية قصيرة، كتبت بأسلوب بسيط وغير مزخرف

في الطبيعة الخلابة لجزيرة جاوة الإندونيسية، يمضي صبيان طفولتيهما في استكشاف البحيرات الشاسعة والغابات الكثيفة. أحدهما ابن صاحب مزرعة هولندي، والآخر ابن خادم من سكان الجزيرة الأصليين. وإن كانت الصداقة الوثيقة التي تربط بين الصبيين تجهل، في بداياتها، طبيعة بلد وشعب مستعمر، فهي لن تكفي، وهما يكبران، لرأب الصدع بين عالمَيهما المختلفَين والمتعارضَين. وعند لقائهما بعد فراق طويل، تتحول مساحة الصداقة إلى ساحة صدام يكون تأثيره فيهما أعمق من كل ذكريات الطفولة.

تُعَد هيلا هاسه (1918-2011) من الكاتبات المؤسسات للأدب الهولندي الحديث، ولدت في باتافيا (جاكرتا حاليًّا) وانتقلت إلى هولندا بعد دراستها الثانوية، نشرت ديوان شعر عام 1945 بعنوان «زخم»، ثم نشرت أولى رواياتها «البحيرة السوداء» عام 1948، التي أصبحت من الكتب الأساسية لأجيال من القراء، وتبعتها روايات «تجوُّل في الغابة المعتمة»، و«عتبة النار»، و«السيد بينتينك أو عنيد الطبع»، نالت العديد من الجوائز والتكريمات من عدة دول أوروبية وأفريقية وآسيوية، ومن ضمنها جائزة الأدب الهولندية عام 2004. كما أُطلق اسمها على كويكب يدور بين المريخ والمشترى.

مقالات قد تعجبك
اترك تعليق

لن يتم نشر أو تقاسم بريدك الإلكتروني.