فيلم “رهائن في متجر آبل” || ساعات الرعب في أمستردام

خاص | مدار 24

تم عرض فيلم “رهائن في متجر آبل” (iHostage) للمخرج بوبي بورمانز، وهو عمل سينمائي هولندي يسرد بدقة تفاصيل الساعات العصيبة التي شهدها متجر “آبل” الرئيسي في أمستردام عام 2022، عندما اقتحمه مسلح مجهول.

يمتد الفيلم، الذي أنتجته شركة “هورايزون” ويضم في بطولته سفيان موصلي وأديمير سهوفيتش ومارسيل هينسيما ولوس هافركورت، على مدار 102 دقيقة، ويعيد بناء الأحداث الحقيقية التي هزت العاصمة الهولندية قبل ثلاث سنوات.

يُذكر أن بورمانز شارك في كتابة السيناريو مع سيمون دي وال، وهو الثنائي الذي سبق لهما التعاون في مسلسل الجريمة الذي حظي بإشادة النقاد “الساعة الذهبية” (The Golden Hour)، والذي تصدر قوائم المشاهدة في عدة دول أوروبية عام 2022.

وقد سلط الفيلم الضوء على الدور الذي لعبته الشرطة ووسائل الإعلام والقوات الخاصة الهولندية في تغطية الحادث وتجسيد القصة التي تصدرت عناوين الأخبار آنذاك.

تعود تفاصيل الواقعة إلى 22 فبراير/شباط 2022، عندما دخل رجل مسلح يبلغ من العمر 27 عاما متجر “آبل” الواقع في ساحة لايدسابلين الصاخبة في أمستردام. احتجز المهاجم أحد العملاء تحت تهديد السلاح لما يقرب من خمس ساعات، مطالبا بفدية قدرها 200 مليون يورو من العملات المشفرة، بالإضافة إلى ضمان خروجه الآمن من المبنى. لكن خططه سرعان ما انهارت.

يركز الفيلم على دخول المسلح، الذي يرتدي زيا عسكريا وحزاما ناسفا ويؤدي دوره سفيان موصلي، إلى المتجر المكتظ بالزبائن. بينما تمكن معظم المتواجدين من الفرار، لجأ البعض إلى الطابق العلوي، واختبأ أربعة أشخاص في خزانة للتنظيف. لكن المسلح نجح في احتجاز سائح بلغاري كرهينة، وظل يهدده بالسلاح لساعات طويلة.

يقول المخرج بورمانز، الذي يقيم بالقرب من متجر “آبل”، لمجلة “تايم” عن تلك الليلة المضطربة: “لحسن الحظ، حالات احتجاز الرهائن كهذه نادرة في هولندا. وهذا ما جعل هذه الحادثة فريدة من نوعها. رجل يطالب بمبلغ 200 مليون يورو من العملات المشفرة، ويختار احتجاز رهينة في وضح النهار في واحدة من أكثر ساحات أمستردام ازدحاما”.

ويضيف: “في يوم احتجاز الرهائن عام 2022، كنت مشغولا بتصوير فيلم ‘الساعة الذهبية’. وصلت إلى المنزل في الرابعة صباحا وتجولت حول ساحة لايدسابلين. كل ما كان بإمكانك رؤيته هو ثقوب الرصاص في الزجاج، هذا الهدوء والفراغ التام، بعد كل تلك الضجة، جعلني أفكر، ما الذي مر به هؤلاء الأشخاص هناك؟”.

يُظهر الفيلم، المتاح الآن على منصة “نتفليكس”، جمال مدينة أمستردام، حيث تبرز اللقطات الجوية الافتتاحية المدينة من زوايا ساحرة. حتى شارع “الدام راك” الرئيسي، الذي يربط محطة القطارات بساحة القصر الملكي، يبدو من الأعلى وكأنه لوحة فنية آسرة رغم ازدحامه المعتاد.

يبدأ الفيلم بمشهد في محطة القطارات الرئيسية، حيث يظهر السائح البلغاري نائما في القطار. عند وصوله إلى محطة أمستردام، ينسى سماعات “آيربود” الخاصة به في القطار ويغادر.

يكتشف السائح فقدان سماعاته في الفندق ويقرر الذهاب في صباح اليوم التالي إلى متجر “آبل” الرئيسي في منطقة لايدسا بلين، وهناك تتسارع الأحداث بدخول المسلح، الذي يحمل أصولا عربية لكنه ولد وترعرع في أمستردام.

من النقاط الإيجابية في سيناريو فيلم “رهائن في متجر آبل” هو تناوله لحادثة السطو بعيدا عن الصورة النمطية التي تروج لها أفلام هوليود عن العرب كشخصيات متعطشة للعنف. وقد تجلى ذلك بوضوح في الحوارات التي دارت بين المسلح ورئيسة مفاوضي الشرطة من جهة، وبين المسلح والرهينة البلغاري من جهة أخرى.

قدم الفيلم صورة للشاب الذي نفذ عملية السطو كإنسان يعاني من ضغوط مالية دفعته إلى مهاجمة المتجر بسبب غضبه على “النظام”. كما اشتكى من معاناته مع مصلحة الضرائب، الأمر الذي تسبب له في فوضى واضطراب في حياته كمواطن عادي. وتطرق الفيلم أيضا إلى اعتقاله اللاحق بسبب مشاكله المالية وإساءة معاملته من قبل الشرطة، مما ولد لديه شعورا بالثأر تجاه الشرطة والنظام بشكل عام.

مقالات قد تعجبك
اترك تعليق

لن يتم نشر أو تقاسم بريدك الإلكتروني.