أول زوجين بشريين ومصدر الأجناس || ‘مشي و مشيانه’ في الأساطير الإيرانية القديمة

تعتبر شخصيتا “مشي” و “مشيانه” أول زوجين بشريين في التاريخ الأسطوري لإيران القديمة، وتروي الأساطير بحسب العديد من المصادر الموثوقة أنه عندما استولى “أهريمن” (قوى الشر) على العالم وعمّ الظلام في كل مكان، سأل “كيومرث” (أول إنسان أسطوري) : “من أين أبدأ في أكلك؟” فأجابه كيومرث : “من قدمي، حتى يطول بي الأمد وأستمتع بالنظر إلى العالم.” لكن أهريمن فعل عكس ذلك وبدأ بأكله من رأسه حتى وصل إلى خصيتيه، وعندها خرجت منه نطفة.

بعد أربعين عامًا، نبت نبات “الريواس”، وكان لهذا النبات ساق بخمس عشرة ورقة، ومنه ظهر شخصان. في البداية، كانا متلاصقين لدرجة أنه لم يكن من الواضح أيهما أنثى وأيهما ذكر.

وعندها، خاطبهما “أهورامزدا” (إله الخير): “لقد خلقتكما الأفضل من حيث الفكر، لذا تحليا بالفكر النبيل، والقول النبيل، والفعل النبيل، ولا تعبدا الشياطين.”

وبتوجيه من الملائكة، تعلما الزراعة والنار، ثم وجدا شاة وعنزة، حلبا العنزة وشربا حليبها، وقدما الشاة قربانًا للآلهة بالنار المستخرجة من خشب الشمشاد، ثم تركا الأوراق والجلود، ونسجا من الصوف ثيابًا لأنفسهما وبنيا كوخًا ليحميهما من الشمس، واكتشفا الحديد وضرباه بالحجر وصنعا منه سيفًا.

• نَسْلُ الوجود :

لم يتزاوج “مشي” و “مشيانه” لمدة خمسين عامًا، ولكن بعد ذلك نشبت فيهما الرغبة الجنسية، وبعد تسعة أشهر أنجبا ذكرًا وأنثى، لكنهما أكلاهما. عندها، نزع أهورامزدا منهما شهية أكل الأطفال وعفا عنهما.

ثم أنجبا سبعة أزواج من الذكور والإناث، وكان الزوج السابع “سيامك” و “نشاغ”، ومن نسلهما “فرواغ” و “فرواغين”، ومن نسلهما أيضًا “هوشنج” و “جوزك” (يذكر أن الإيرانيين ينحدرون من نسل سيامك وفرواغ).

زُوج آخرهما “تاز” و “تازغ”، ويعتقد أن العرب ينحدرون من نسلهما. وقد ذكرت أسماء أزواج أخرى في الأفيستا (الكتاب المقدس للزرادشتية)، وكل زوج يمثل سلفًا لأقوام أخرى مثل الهند والصين والروم وغيرهم.

وبعد مائة عام من ذلك توفي “مشي” و “مشيانه” عن عمر يناهز المائة عام.