تحتفل الأوساط الأدبية والثقافية في روسيا الاتحادية والكثير من بلدان العالم ومحبّو الأدب الروسي بيوم اللغة الروسية في السادس من حزيران من كل عام وهو اليوم الذي يصادف ميلاد شاعر روسيا الكبير ألكساندر سيرغييفيتش بوشكين الذي يلقب ب”شمس الشعر الروسي”.
وبناء على مبادرة منظمة اليونسكو وجهود الأمم المتحدة لتعدد اللغات تقرر في 2010م تكريم اللغة الروسية في يوم عالمي بالتزامن مع ميلاد شاعر روسيا العظيم ألكسندر بوشكين، في اليوم نفسه من عام 1799م، والذي يعد مؤسسًا للغة الروسية والأدب الروسي المعاصر.
ليس في روسيا فقط، بل تعتبر اللغة الروسية لغة رسمية في جمهورية بيلاروس، وكازاخستان، وقيرغيزيا، وأبخازيا، وأوسيتيا الجنوبية، إضافة إلى إعلانها لغة للتخاطب بين بعض القوميات في طاجكستان وأوزبكستان.
ويتكلم بها ما لا يقل عن 60% من سكان أوكرانيا، ويستخدمها 40% من سكان لاتفيا في تخاطبهم، ويعتبر كل إستوني واحد من ثلاثة مواطنين في هذا البلد اللغة الروسية لغة أم بالنسبة له. كما ويتكلم أكثر من 90% من سكان جمهورية ترانسنيستريا بهذه اللغة إضافة إلى استخدامها في التخاطب من قبل نحو ربع سكان جمهورية مولدوفا.

• نبذة عن بوشكين (شمس الشعر الروسي) :
من غير الممكن أن نختصر حياة بوشكين وأثره الكبير في اسطر معدودة، الشاعر الذي يعتبر أعظم الشعراء في تاريخ روسيا، وهو المولود في موسكو عام 1799م لأسرة ثرية، من أصول أفريقية، دخل عالم الأدب منذ وقت مبكر.
واطلع بوشكين منذ صغره على روائع الأدبين الروسي والفرنسي، ويعود إلى مربيته أرينا روديونوفنا الفضل في تلقينه حب الحكايات الشعبية الروسية. وقد ألف أعماله الشعرية الأولى حينما كان تلميذاً في مدرسة نخبوية في ضواحي بطرسبورغ.
يصنف النقاد أعمال بوشكين على أنها أعمال فنية مميزة، مثل قصيدة «الفارس البرونزي» والمسرحية الدرامية «الضيف الحجري»، قصة سقوط دون خوان. وكانت مسرحيته الشعرية القصيرة «موزارت وساليري» (مثل «الضيف الحجري»، إحدى المجموعات الأربع «التراجيديات الصغيرة» التي جُسدت من قبل بوشكين نفسه في رسالة إلى بيوتر بلتينوف إلهامًا لمسرحية بيتر شافير «أماديوس» وأوبرا ريمسكي كورساكوف «موزارت وساليري». عُرف بوشكين أيضًا بقصصه القصيرة. وبشكل خاص مجموعة «حكايات الراحل إيفان بتروفش بيلكين»، بما فيها «الطلقة» التي لاقت رواجًا جيدًا. فضل بوشيكن بنفسه روايته الشعرية «يفغني أونيغين»، التي كتبها خلال مسيرة حياته والتي أصبحت تقليدًا خاصًا بالروايات الروسية العظيمة.
عام 1837 التقى دانتس (الضابط الفرنسي الذي كان صديقا لبوشكين ونسيبا له) ببوشكين، وكانت نهاية بوشكين المأساوية، فقد اخترقت الرصاصة بطنه أثر مبارزة، وتوفي بعد يومين قضاهما في آلام مبرحة.
عندما قُتِلَ بوشكين كان شاعر روسيا الأول بدون منازع، ولكن الأدب الروسي آنذاك كان لا يزال في بدايته. وبتطور سريع، كبر حجم إنتاج بوشكين الأدبي مع ذلك التطور، فتحول إلى أيقونة في جميع مجالات الأدب حتى أن السلطات الروسية أقامت له نصبا عام 1888م.
