فوز الروائية الهولندية صفاء الخنوسي بجائزة ليبيرس || إبداع أدبي عابر للحدود
متابعة | مدار 24
أُعلن مؤخرًا عن فوز الروائية المغربية الهولندية، صفاء الخنوسي (31 عاما)، بجائزة ليبريس للأدب Libris Literatuur Prijs، لعام 2025م وذلك عن روايتها “أوروبا Oroppa” الصادرة عن دار Pluim في أمستردام، والتي تصدرت قوائم المبيعات.
وتعد هذه الجائزة واحدة من أرفع الجوائز الأدبية الممنوحة للأعمال المكتوبة باللغة الهولندية، وتمنح سنوياً لأفضل رواية مكتوبة باللغة الهولندية، وقد جاء هذا الفوز بعد نيل الكاتبة ذاتها، خلال مارس الماضي، جائزة “بون” الادبية لروايتها نفسها، لتكون بذلك من القلائل الذين يظفرون بأهم جائزتين أدبيتين في عام واحد عن أول عمل روائي لهم.
رواية «Oroppa»، العمل الأول للكاتبة صفاء الخنوسي، وهي تصور وجه اوربا، وحياة المحرومين من المعتقلين والجلادين من بلدانهم الأصلية. وتمتد أحداثها عبر عدة مدن من أمستردام إلى باريس وتونس والدار البيضاء، في رحلة تبحث عن هوية أوروبا الحديثة إذ صرحت لجنة تحكيم الجائزة اعتبار هذه الرواية “قراءة جريئة ومجزية مشيدة بقدرة الكاتبة على الحفاظ على إيقاع سردي متماسك عبر 400 صفحة، دون أن تتراخى أو تقع في فخ النمطية”. وأضافت : “هي رواية غنية للغاية، تعج بحكايات داخل حكايات بنسيج روائي مترابط وبارع”.
وُلدت صفاء الخنوسي في المغرب عام 1994، وهاجرت مع عائلتها إلى هولندا في سن الرابعة، حيث ترعرعت في أمستردام. درست الفلسفة السياسية، وعملت في مجلة De Gids الأدبية المرموقة، مما ساهم في صقل رؤيتها النقدية والإبداعية. وتُعتبر اليوم واحدة من أبرز الأسماء الواعدة في المشهد الأدبي الهولندي، خاصة بعد اختيارها كـموهوبة السنة الأدبية من قبل صحيفة de Volkskrant عام 2024،
وإضافةً الى ذلك وُصفت صحيفة De Volkskrant رواية “أوربا” بأنها رواية استثنائية تدفع القارئ لإعادة قراءتها مباشرة، كما أشادت بها صحيفة NRC ووصفت الرواية ب «المذهلة»، مانحة إياها أربع كرات في تقييمها، أما Het Parool فقد دعت إلى «إضافتها فورا إلى قوائم القراءة»، فيما أجمع النقاد على أن الرواية «تضم بين فصولها شخصيات نابضة بالحياة، كل منها يحمل عبئا من الماضي، وتصميما على التمرد على الطرق المألوفة، حتى عندما لا يبدو هناك مبرر للأمل»
إن فوز صفاء الخنوسي بجائزة “ليبريس” يؤكد أن الأدب قادرٌ على تجاوز الحدود الجغرافية والثقافية. عبر “Oroppa”، تقدم الكاتبة رؤيةً لإنسانٍ معاصر، يعيش تناقضات الانتماء إلى عالمين، ويبحث عن معنىً جديدٍ لأوروبا في ظل تنوعها.
