تعتبر الكاتبة الألمانية “جيني إربنبيك” الحائزة على جائزة بوكر الدولية لعام 2024م، واحدة من أفضل الروائيات في أوربا الشرقية، ومن أكثر الكاتبات غزارة، وهي أبنة الفيلسوف والفيزيائي جون إربنبيك، وكانت والدتها دوريس كيلياس مترجمة عن العربية والألمانية، ولدت عام 1967م وبدأت حياتها في فن صناعة الكتب حيث عملت في تجليد الكتب، ودرست وعملت لسنوات كمخرجة في ألمانيا والنمسا، صدرت أول رواية لها “حكاية الطفلة العجوز” عام 1999م وحصلت على العديد من الجوائز الأدبية الدولية سيما جائزة الأندبندت، وجائزة توماس مان، واخيرا البوكر فكانت أول روائية ألمانيها تنالها.
تناولت “جينى” فى روايتها “وطن محمول” التي صدرت عام ٢٠١٥ أزمة اللاجئين الأفارقة إلى برلين، وفيها تبنّت منهجًا جديدا من التوثيق والبحث الميدانى، فراحت تجرى سلسلة من المقابلات مع طالبى لجوء حقيقيين، واستندت إلى تقارير وإحصائيات ومشاهدات شخصية لتدمج شهاداتهم فى بنية سردية تعكس المأزق القانونى والوجودى الذى يعيشونه.
وهو يشبه العديد من المآزق الإنسانية التى يعيشها العالم فى بقاع مختلفة، ولعل ما يتعرّض له الشعب الفلسطينى منذ السابع من أكتوبر ٢٠٢٣ يستحق – كذلك – رؤية روائية وإنسانية، عبّرت عنها «جينى إربنبيك» لكنها جاءت مقيدة بالشعور العام الذى يسيطر على الألمان بالندم والمسئولية تجاه محرقة « الهولوكوست» التى ارتكبها النازيون ضد اليهود خلال الحرب العالمية الثانية، حتى صار جزءًا لا يتجزأ من الهوية الألمانية الحديثة.
“جيني إربنبيك” في حوار لها خاص بمجلة الأدب لعدد 1665 / 22 يونيو 2025م أجرته معها الكاتبة المصرية عائشة المراغي تقول : «أشعر بحزن عميق تجاه الضحايا المدنيين الفلسطينيين. وأعتبر سياسات نتنياهو جريمة ضد الإنسانية. لكننى لن أقول ذلك أبدا دون الإشارة أيضا إلى القسوة غير العادية لهجوم حماس فى ٧ أكتوبر. لا يمكن أبدا المقارنة بين ضحية وأخرى.”
وتضيف قائلة: “فعندما ننظر إلى كوكبنا الصغير فى هذا الكون اللامتناهى، وندرك كم هى قصيرة حياتنا، سنجد أنه أمر مأساوى حقًا؛ أن البشرية لم تتعلم بعد كيف تتقاسم الأماكن والموارد وتعيش مع بعضها البعض في سلام.”
