إيران تشيّع “الشهداء” وسط حضور شعبي واسع في طهران

خاص | مدار 24

شهدت العاصمة الإيرانية طهران اليوم تشييعاً مهيباً لقادة عسكريين وعلماء لقوا حتفهم في أعقاب “عدوان إسرائيلي”، في حدث تحول إلى استعراض للوحدة الوطنية وتحدي “الظلم”، وفقاً للإعلام الإيراني.

وتدفق الآلاف إلى الشوارع، حاملين نعوش الضحايا في مسيرة امتدت من ساحة انقلاب إلى ساحة آزادي، بينما علت الهتافات المنددة بالولايات المتحدة وإسرائيل.

وقدّم الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، شكره للمشاركين في التشييع، مؤكداً أن “صوت وحدتنا وصل إلى العالم”. وفي رسالة نشرها على حسابه في منصة “إكس”، قال بزشكيان : “من صميم قلبي، أشكركم أيها الشعب العزيز؛ لقد ودّعتم شهداء الوطن بحب، ووصل صوت وحدتنا إلى مسامع العالم. لقد تعلمنا من الحسين بن علي (عليه السلام) ألا نرضخ للذل وألا ننحني أمام الظلم. خدمة مثل هذه الأمة الحرة أعظم شرف في حياتي”.

وجاءت مراسم التشييع في أجواء وصفتها وسائل الإعلام الإيرانية بـ “المؤلمة”، حيث غطت الدموع وجوه الآلاف من الرجال والنساء والأطفال. وقد أبرزت التقارير مشاهد مؤثرة، كفتاة تبلغ من العمر ثلاث سنوات تلقي الزهور البيضاء على نعش طفل في مثل عمرها، ورجل مسن يحمل علماً قديماً يعود إلى أيام الثورة الإيرانية.

وتحولت الشوارع إلى “بحر من الأيدي المتشابكة”، فيما ارتفعت شعارات “الموت لأمريكا” التي وصفتها وكالة “إيسنا” للأنباء بأنها “قسم من أمة ذاقت مرارة العقوبات والإرهاب، لكنها لم تركع أبداً”. وقد ذُكرت شهادات مؤلمة، كصوت أم تبكي ابنها المفقود وسط ضجيج الحشد.

وشارك في حمل النعوش شبان يرتدون الأبيض، في إشارة إلى رمزية عاشوراء. وقد وُصف تشييع أحد العلماء النوويين بأنه “غير مسبوق”، حيث دُفن “بصمت، باقتدار، وخالدة”، على حد وصف الإعلام الإيراني.

ورغم ابتعاد النعوش عن الأنظار، بقي الحشد في مكانه، في مشهد وصف بأنه “تجميد للزمن”، ليثبت أن “الشهداء هم الحراس الدائمون لهذه الأمة، حتى عندما يرقدون في التراب”.

تأتي هذه المراسم في سياق توترات إقليمية متصاعدة، وتشدد السلطات الإيرانية على أن التشييع يمثل رسالة قوية للعالم حول صمود الشعب الإيراني وتصميمه على مواجهة ما تعتبره “اعتداءات خارجية”

مقالات قد تعجبك
اترك تعليق

لن يتم نشر أو تقاسم بريدك الإلكتروني.