الموت يغيب الدكتور نجيب الحصادي || مترجم دليل أكسفورد وقاموس كامبريدج للفلسفة

خاص | مدار 24

اعلن صباح اليوم المُوافِق 3/7/2025، وفاة الأستاذ الدكتور المترجم الليبي نجيب الحصادي، وهو مفكر قدم إسهامات عديدة في مجال الفكر النقدي وفلسفة العلم، ومترجم السِّفرُ الكبيرُ “دليلُ أكسفورد للفلسفة 1/2” الذي صدر عن الهيئة العلميَّة للبحث العلميّ في طرابلس، 2005 وقد أُعيدَ نشرُهُ في هيئة البحرين للثَّقافة والآثار، ولديه أيضا سِفْرٌ آخَرُ مترجَمٌ لكنَّهُ غيرُ منشورٍ، وعنوانه “قاموس كيمبردج للفلسفة”.

وُلِدَ الدكتور نجيب الحصادي في مدينة درنة الليبيَّة بتأريخ 25/8/1952، وهو أشهرُ أُستاذِ فلسفةٍ ليبيٍّ معاصرٍ يعملُ في الجامعات الليبيَّة، وتخصُّصُهُ الدقيقُ هوَ المنطقُ وفلسفةُ العلومِ.

درَسَ على أهمِّ أساتذةِ الفلسفةِ العربِ، وفي مقدِّمتِهم الدكتور عبد الرحمن بدوي حينَ كانَ أُستاذًا في قسم الفلسفة في جامعة بنغازي، وكان الدكتور الحصادي مُطَّلعًا علي الخلفيّات الثقافيَّة التي سبَّبَت اعتقالَه. ودرَّسَهُ أُستاذٌ آخَرُ عراقيٌّ مشهورٌ درَسَ في ألمانيا وهو الدكتور ياسين خليل، وهو أشهرُ أُستاذٍ عراقيٍّ في تخصُّصِهِ إلى الآن. وتَلمَذَ أيضًا للدكتور عادل فاخوري اللبنانيِّ الذي كان حديثَ عهدٍ بالتخرُّج في الجامعات الأوروبِّيَّة ولا سيَّما الإيطاليَّة وكان يُتقِنُ عددًا من اللغات الأوروبِّيَّة واللغات القديمة. هكذا كانَت الجامعةُ الليبيَّةُ تعجُّ بأسماءِ أشهَرِ الأساتذةِ العربِ الذين قدَّموا إسهاماتٍ معرفيَّةً كبيرةً وأسَّسوا أجيالًا من بَعدِهم.

بعدَ ذلك، سافرَ الدكتور نجيب إلى الولايات المتَّحدة الأمريكيَّة وحصلَ هناك على شهادتَي ماجستير: الأُولى من جامعة جورج تاون واشنطن دي سي في عامِ 1977، والأُخرى من جامعة ويسكونسن-ماديسون في عامِ 1979. أمّا أُطروحة الدكتوراه فكانَ مَوضوعُها (العَقلانيَّة العِلميَّة: نقد تصوُّرِ توماس كون للعقلانيَّةِ العلميَّة)، وقد تحدَّثَ عنها مطوَّلًا في سيرته الذاتيَّة التي نُشِرَت في السنتينِ الماضيتينِ.

حينَ رجعَ إلى ليبيا ترأَّسَ قسم الفلسفة في كلِّيَّة الآداب بجامعة قاريونس سابقًا (جامعة بنغازي حاليًّا)، وبعد ذلك بسنواتٍ انتقلَ للعمل في كلِّيَّة العلوم الإنسانيَّة بجامعة الإمارات في مدينة العين، ورُبَّما كانَت الجامعة الخليجيَّة الوحيدة التي أسَّسَت قسمًا للفلسفة في ذلك الوقت، وكان زميلُهُ الدكتور سعيد توفيق، مُتَرجِمُ رائعَةِ شوبنهاور (العالَم إرادَةً وتَمَثُّلًا)، قد رافَقَه في تلك الرحلة. وبعدَ أن أُغلِقَ القسمُ، رجعَ الدكتور نجيب إلى الجامعةِ نفسِها، وتفرَّغَ كلِّيًّا للنشاط العلميِّ والأكاديميِّ، فأنتَجَ عددًا كبيرًا جدًّا من المؤلَّفاتِ والمُتَرجَمات في معظمِ الفُروعِ والموضوعاتِ الفلسفيَّةِ.

ومن كتبِهِ المترجَمة :

-كيفَ يرى الوضعيُّونَ الفلسفة؟ مع مجموعة مؤلِّفِين (1994)              

-نظريَّةُ المعرفة، تأليف رودرك م. تشيزهولم (1996)                                        

-قراءاتٌ في فلسفةِ العُلوم، تحرير باروخ برودي (1977)                          

-مِن وِجهةِ نظرٍ منطقيَّة، تأليف كواين (2004)

أمّا أهمُّ كتُبِهِ المؤلَّفةِ التي نُشِرَت في ليبيا والتي لا يَعرِفُها مُعظَمُ القُرّاء العرب فهيَ: أوهامُ الخَلط (1989)؛ وتقريظُ العِلم (1990)؛ ونَهجُ المَنهَج (1991)؛ وليسَ بالعقلِ وَحدَه (1992)؛ ومِعيارُ العِلم (1992)؛ وآفاقُ المُحتَمل (1994)؛ والرّيبةُ في قُدسيَّةِ العِلم (1998)؛ وقَضايا فلسفيَّة (2004)؛ وكِتابُ الأغاليط (2010).

مقالات قد تعجبك
اترك تعليق

لن يتم نشر أو تقاسم بريدك الإلكتروني.