التوابيت تتغذى على خوفنا || شعر صالح رحيم

نصوص | مدار 24

أضحك من أجل القسم الأخير

على كذبة الجسد

بدلاً من الوعود الزائفة

والبكاء المصطنع

سأنام وأترك ثقب

هذه البالونة الصامدة

حتى حين.

فأنا ما زلت طفلاً

وكثير عليَّ أن أبكي

أمام ولادة الأخطاء

كثير علي

أن أرسم صورة في قلبي

يختفي أمامها الجراحون

الذين أدركوا في نهاية الأمر

أنني خائف وحزين..

وأنني أحتضن جسدي

أمام توابيت ربيتها على كتفي

حتى كبرت.

التوابيت تتغذى على خوفنا

تعيش ويذيع صيتها به.

التوابيتُ بناتُ أفكار الأرض

والأرض فكرة العصفور

والعصفور فكرة السماء

والسماء فكرة خوفنا

متى تستلم السماءُ دنانيرَها؟

وتخلصنا من وهج أسعارنا؟

نحن العبيد الذين نشبوا

مثل لهب في حشائش الإخلاص

وأمضينا حياتنا

من أجل سلامتها

نحرسها في الليل

ولا تحرسنا في النهار

يا للفائدة

يا للحظ

يا للعجب

يا “إله الأشياء الصغيرة”

يا إله الأشياء الكبيرة

أيها الواحد القهار

أما آن لكَ أن تصفعني

المفاتيحُ في جيبي

ولا يرفضني سواك.

____________________________________
* صالح رحيم : شاعر وكاتب عراقي، من مواليد مدينة السماوة 1994م، درس الفلسفة في كلية الآداب بجامعة المستنصرية، اصدر ديوان “ريشة لطائر منقرض” وديوان “تكلم يا كمان الغيب”.

* بورتريه الغلاف للفنان محمد بن لامين

مقالات قد تعجبك
اترك تعليق

لن يتم نشر أو تقاسم بريدك الإلكتروني.