تستعد دار المدى للنشر والتوزيع قريبا لأصدار ترجمة جديدة في مجال “الأعمال الخالدة” للملحمتين الشعريتين العالميتين “الالياذة” و”الاوديسة” لهوميروس وذلك بترجمة وتقديم الكاتب والروائي العراقي علي بدر.
وتقدم بين يدي القارئ العربي هذه الترجمة الجديدة الشعرية لملحمتي لإلياذة والأوديسة، ليس كنسخة تقليدية من ملحمة الحروب القديمة، بل كسعي عميق لاستخدام الفكر الجديد الذي أحدثته القراءات المعاصرة للملحمة، تتجاوز سرد الدماء والقتال.
وقد كتب علي بدر على صفحته في فيسبوك : “فالإلياذة ليست مجرد حرب، بل هي فضاء مفتوح للنظر في الكرامة، والشرف، والتعويض، وفي الإنسانية التي تصمد رغم فظاعة الخراب. إن الحرب التي دارت رحاها في العراق، وحجم التدمير والانتهاكات التي شهدتها سوريا أجبرتني على إعادة التفكير في الحرب كظاهرة عبثية تغتال فيها القيم، وتهدر فيها الأرواح. هنا استعدت في ذهني فلسفة سيمون فايل، التي كتبت اهم كتاب عن الإلياذة بوصفها تجسيدا للفساد الأخلاقي للسلطة، والدمار النفسي للإنسان.”
ويضيف علي بدر الى ذلك بقوله : “لذلك اردت من خلال هذه الترجمة، أن أطرح الأسئلة العميقة على النص العظيم، لفتح نافذة حوار بين الماضي والحاضر، بين مجاز الحرب في الإلياذة، وواقع النزاعات التي مزقتنا. فهذه ليست محاولة لنقل الكلمات فقط بل لإعادة صياغة الإلياذة كلغة شعرية عربية، تحكي مأساة الإنسان، وتأملاته في الكرامة والخسارة وسط العنف والرعب والدمار.”
ويذكر علي بدر أنه كان لظهور ترجمة ايملي ويلسون للاوديسة في العام 2017 – في فترة احتلال داعش لاجزاء من العراق- مناسبة كبيرة لي للنظر في هذا العمل الخالد فلم تكن ترجمة ويلسون حدثا أدبيا عابرا، بل إعلان ولادة جديدة للنصوص الكلاسيكية، صوت جديد أعاد الاعتبار إلى المهمشين في هذه الملحمة الشعرية: النساء المنسيات، العبيد المغلوبين، اللاجئين المنكوبين، الفقراء المنسيين. ثم جاء عام 2023 لترجمة الإلياذة، التي استقبلها العالم باهتمام واسع، لأنها أعادت تشكيل المفاهيم التقليدية للحرب، الشرف، والتعويض والخسارة.
ويقول علي بدر : “هذا هو الصوت الذي أردته أن يسمع بالعربية: صوت الإلياذة كمرآة للإنسانية المعذبة، كحكاية تعبر حدود الزمن، تعيد الاعتبار للكرامة وسط الدمار، وتضع الحرب في سياقها الحقيقي، ليس كفتنة بطولية، بل ككابوس عبثي يستدعي التأمل والرفض.”
ثم يختم قائلا: “هذه الترجمة هي دعوتي لكم، لإعادة قراءة الإنسان في لحظات فقدانه، لإحياء الشرف وسط المآسي، وللفهم العميق لجوهر الحرب، بعيدا عن الفخر الزائف، نحو تعويض الخسارة، والبحث عن إنسانية جديدة تتجاوز العنف والتوحش.”
