جولة من أجل دعم السلام في الشرق الأوسط || لاريجاني رجل طهران الأول من العراق إلى لبنان

خاص | مدار 24

علي أردشير لاريجاني (67 عامًا) كبير المفاوضين الإيرانيين في البرنامج النووي، وعضو مجلس تشخيص مصلحة النظام، والذي كان رئيسًا لمجلس الشورى الإيراني لأربع سنوات عام 2008م، وقد تقلد عدة مناصب أخرى مهمة وحساسة في هرم السلطة الايرانية بعد إن كان قائدا في الحرس الثوري، وبدأها وزيراً للثقافة عام 1992م في ولاية الرئيس محمد خاتمي، وقد ترأس المجلس الأعلى للأمن القومي منذ عام 2005م.

لاريجاني المولود في مدينة النجف لأب تنحدر أصوله من مقاطعة مازندران، رجل حوزوي عارض النظام البهلوي، لكن بعد عودته لإيران تلقى تعليماً حوزويا في قم، ثم تحصل على الماجستير والدكتوراه في الفلسفة الغربية من جامعة طهران، الى جانب البكالوريوس في الرياضيات من جامعة شريف التكنولوجية.

بعد أسبوع من تعيينه رئيسًا للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني بدأ لاريجاني الأسبوع الماضي برحلة سياسية في أول مهمة رسمية خارجية له لبلدين يشكلان قوة إقليمية كبيرة بالنسبة لإيران وكفتي ميزان لصلابة النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط هما العراق ولبنان، وقد حطت طائرته يوم الاثنين الفائت في بغداد، حيث كان في استقباله نظيره العراقي السيد قاسم الأعرجي مستشار الأمن القومي العراقي، وقد أبرم الجانبان اتفاقيات أمنية مشتركة بحضور رئيس الوزراء العراقي.

وبهدف مباحثات أمنية مشتركة ألتقى لاريجاني بشخصيات سياسية عراقية رفيعة المستوى على رأسهم السيد رئيس الجمهورية عبداللطيف رشيد، ورئيس الوزراء محمد السوداني، ورئيس البرلمان محمود المشهداني، وذلك قبل أن يتوجه إلى لبنان، وبحسب وكالات أنباء رسمية فإن لاريجاني شدد على ضرورة تعزيز نفوذ الحشد الشعبي الموالي لطهران، وأطلع العراقيين على الموقف الايراني من المواجهة مع اسرائيل.

وفي أعقاب قرار الحكومة اللبنانية القاضي بنزع سلاح حزب الله، الحليف الوثيق لطهران، وهي خطوة جرى اتخاذها الأسبوع الماضي وسط ضغوط أمريكية ومخاوف من حملة عسكرية إسرائيلية جديدة، حزم لاريجاني امتعته ليغادر بغداد فوراً متوجهاً إلى بيروت، ليلتقي برئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، ورئيس الجمهورية اللبنانية جوزيف عون، ورئيس الحكومة نواف سلام.

أكد لاريجاني على اهمية العلاقة بين ايران ولبنان، والترابط العاطفي بين البلدين، ووقوف طهران إلى جانب بيروت في ظل أزمتها السياسية الراهنة، وأكد قائلا : “إذا كان الشعب اللبناني يعاني، فإن الشعب الإيراني يشعر بهذا الألم أيضًا”، وخلال لقائه مع الرئيس جوزيف عون أوضح لاريجاني أن بلاده لا تتدخل في الشؤون اللبنانية و أن : “إيران لا ترغب بحصول أي ذرة خلل في الصداقة او في العلاقات مع الدولة اللبنانية والشعب اللبناني وهي راغبة في مساعدة لبنان اذا ما رغبت الحكومة اللبنانية بذلك”

وقال لاريجاني : “لا ننظر إلى أصدقائنا كأداة على الإطلاق ونؤمن بأن المقاومة تتمتع بشعور عميق وتفكير استراتيجي قوي” فيعرف لاريجاني المقاومة ويقول : “المقاومة حركة حقيقية تنبع من القلب ولم ينشأ محور المقاومة بأوامر من الخارج” وأضاف لاريجاني في حديثه عن المقاومة : “إذا نظرتم إلى تاريخ المقاومة، ستجدون أنها نشأت دائمًا كرد فعل لتحرك خارجي” وباختصار شديد ذكر لاريجاني بحيوية المقاومة في المنطقة العربية حيث في اليمن بدأت المقاومة عندما تم قصفه، وفي العراق عندما احتلت الولايات المتحدة بغداد، وقبل ذلك في لبنان تأسس حزب الله عندما احتلت اسرائيل بيروت، وقد خاطب الحكومة اللبنانية بقوله : “هل تتذكرون عندما احتلت إسرائيل بيروت في يوم واحد؟ لم يكن هناك حزب الله يومها، لكن حزب الله اليوم أوقف إسرائيل”.

مقالات قد تعجبك
اترك تعليق

لن يتم نشر أو تقاسم بريدك الإلكتروني.