مهرجان ميزوبوتاميا الشعري الدولي في هولندا || مشاركة عراقية وعالمية في تحدي التمييز العنصري

خاص | مدار 24

في قلب مدينة لاهاي بهولندا وفي مقر مؤسسة “Amare” بدأت صباح هذا اليوم 2 أيلول تباشير فعاليات مهرجان ميزوبوتاميا الشعري الدولي، (Mesopotamia International Poetry Festival)، والذي من المقرر أن ينطلق ابتداء من أيام 6 و7 أيلول/سبتمبر 2025م. وبمشاركة واسعة لشعراء من مختلف دول العالم، من إسبانيا وأمريكا اللاتينية وبحضور متميز للشعر العراقي، في تظاهرة شعرية لتحدي التمييز العنصري.

ويعتبر المهرجان هذا العام بدورته الثامنة بمثابة استذكار وتكريم للشاعر الفارسي-الهندي بيدل الدهلوي (1642-1720)، أحد أبرز أعلام الشعر الصوفي والفلسفي في التراث الشرقي، حيث ستُخصص له قراءات وحوارات احتفائية.

وسيكون للعراق حضور لافت عبر “المنصة الشعرية العراقية في لاهاي” التي تضم عدداً من الأسماء البارزة في المشهد الشعري العراقي، منهم الشاعر عبد الهادي سعدون وهو شاعر وأكاديمي ومترجم يقيم في مدريد، والشاعر عدنان الصائغ أحد أبرز شعراء جيل الثمانينيات، وغريب إسكندر وهو شاعر ومترجم وأكاديمي ويعمل في المجال الأكاديمي في لندن، وحسين نهّابة المترجم والشاعر المعروف، والذي أنجز أكثر من 40 كتاباً مترجماً بين العربية والإسبانية، وله دواوين شعرية ونشاط بارز في الحوار الثقافي.

إلى جانب شعراء عراقيين آخرين كان لهم حضور كبير من أمثال الشاعرة دلال جويد وهي رئيسة مركز الإبداع العربي في لندن.وعبد الرزاق الربيعي شاعر وكاتب مسرحي وصحفي، ومشارك دائم في المهرجانات العالمية. ومفيد عزيز البلداوي شاعر مقيم في ألمانيا، وضياء الجنابي كاتب وصحفي وأكاديمي، وحبيب السامر شاعر وإعلامي من البصرة. وموفّق السواد وهو شاعر وفنان تشكيلي.

ومن بين الأسماء العالمية المشاركة في المهرجان، الشاعر الإسباني جوزيه ساريا، والشاعر من الأوروغواي رامون هانيوتيس، والشاعرة من بيرو كارينا مينانو، والشاعرة من تشيلي دانييلا روساس، بالإضافة إلى الشاعرة الإسبانية إيلينا أزكوندو.

وبهذا الحضور يثبت الشعر العراقي مكانته كجسر حضاري وإنساني بين الثقافات، وكصوت فاعل في مواجهة الظلم وبناء قيم التعايش والسلام حيث أشار رئيس المهرجان الشاعر والمترجم العراقي محمد الأمين الكرخي إلى أن “مهرجان ميزوبوتاميا الدولي للشعر ينبع من هوية العراق الثقافية، ويشكل واجهة بديلة لواقع البلاد الذي تهيمن عليه النخب السياسية الفاسدة التي تهمل الثقافة. هذا الواقع يفسر استقلالية المهرجان الكاملة وحرصه على تجنب الارتباط بالمؤسسات السياسية والثقافية في العراق.”

وأضاف الكرخي : “يحتفي مهرجان ميزوبوتاميا الدولي للشعر بالكلمة الشعرية ويعمل على تعزيز الحوار الثقافي، من خلال بناء جسور التواصل بين الثقافات المختلفة، خاصة بين الثقافة العربية والهولندية والإسبانية. ويوفر المهرجان منصة للشعراء المعروفين والمواهب الصاعدة لعرض أعمالهم، كما يسهم في إثراء المشهد الأدبي وتطويره عبر الفعاليات المتنوعة مثل منصات الشعر ومعرض الكتاب. ويُركز المهرجان على تشجيع الترجمة الشعرية، كما يتبنى شعار “الشعر في مواجهة التمييز العنصري” لتوظيف الفن والثقافة في التصدي للعنصرية وتشجيع قيم المساواة والتسامح.”

يشهد المهرجان كذلك مشاركة مميزة للمنصة الشعرية الإسبانية التي تجمع نخبة من شعراء العالم الناطقين بالإسبانية، في تفاعل ثقافي يعكس التعددية والانفتاح على التجارب الشعرية العالمية. ويهدف المهرجان إلى تعزيز الحوار الثقافي من خلال الشعر، والتأكيد على مكانة بلاد الرافدين كمنبع حضاري وأدبي مؤثر في المشهد العالمي، مع إتاحة الفرصة للجمهور الأوروبي للتعرف عن قرب على إبداع الشعراء العراقيين وتنوع أصواتهم الشعرية.

مقالات قد تعجبك
اترك تعليق

لن يتم نشر أو تقاسم بريدك الإلكتروني.