من باريس رحيل الفنان التشكيلي أسعد عرابي || رائد الحوار بين الفن والنقد
متابعة | مدار 24
رحل يوم أمس في باريس الفنان والناقد التشكيلي والباحث السوري أسعد عرابي عن عمر ناهز 84 عامًا، بعد مسيرة فنية وفكرية امتدت لأكثر من ستة عقود. إذ تعزي منصة “مدار 24” برحيله، حيث يفقد المشهد التشكيلي العربي واحدًا من أبرز فنانيه ونقّاده الذين جمعوا بين الممارسة والإبداع، وبين التنظير للفن. وقد كتب شقيقه نبيل عبر حسابه : “اليوم نودّع برحيل الدكتور أسعد عرابي قامة فنية وفكرية حملت الفن لأكثر من خمسين عامًا، فنانًا وناقدًا تشكيليًا ترك بصمة عميقة في وجدان الثقافة العربية”.
ولد أسعد عرابي في دمشق عام 1941م، وانطلق في طفولته من مدينة صيدا اللبنانية، قبل أن يتخرج من كلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق عام 1965م، حتى سفره إلى باريس عام 1975م حيث نال دبلوماً في فن التصوير الزيتي من “المعهد العالي للفنون الجميلة”، ثم حصل على دكتوراه في علم الجماليات من جامعة السوربون.
وإلى جانب نشاطه كفنان تشكيلي قدّم العديد من المعارض في سورية والعالم العربي وأوروبا. وعُرف عرابي أيضًا ناقدًا ومؤرخًا للفن العربي الحديث، حيث وثّق في كتاباته مسارات الحداثة في اللوحة العربية. وقد عمل مدرّساً للتصوير الفنّي في “كلّية الفنون الجميلة” بدمشق، وفي مثيلتها بالدار البيضاء في المغرب. كما أقام نحو سبعين معرضاً فردياً في مدن وعواصم عربية وغربية.
إن أعمال الراحل أسعد عرابي تشكّل جزءاً من مجموعات متاحف عدّة، من “معهد العالم العربي” في باريس إلى “المتحف الوطني” بنيودلهي. والتي تميّزت بمزج التجريد مع المنظور المعماري للمدن التي عاش فيها مثل دمشق وصيدا وباريس، كما لعبت الموسيقى دورًا بارزًا في إلهامه التشكيلي. وقد قال في إحدى شهاداته: “لطالما شعرتُ بتلك العلاقة بين الموسيقى والشكل… عندما أستمع إلى الموسيقى بوسعي أن أتخيّل أشكالاً ترتسم معالمها”.
وكان من أبرز مؤلفاته : وجوه الحداثة في اللوحة العربية / صدمة الحداثة في اللوحة العربية / شهادة اللوحة في نصف قرن / معنى الحداثة في اللوحة العربية / تحولات النص البصري: المرئي واللامرئي في النصوص البصرية.
