غيب الموت يوم أمس الثلاثاء 16 / أيلول 2025 الممثل والمخرج الأمريكي الشهير روبرت ريدفورد في منزله بولاية يوتا الأمريكية عن عمر ناهز 89 عاماً. وأعلنت عائلته أن رحيله جاء أثناء نومه محاطاً بأحبائه، في المكان الذي طالما وصفه بأنه ملاذه المفضل بين الجبال.
أحد عمالقة السينما الأمريكية في العقود الستة الأخيرة والذي كان جانبًا مشرقًا في بلاده، إذ كان مناصرًا للبيئة ونجمًا سينمائيًا لامعًا طبع المكتبة السينمائية بأفلام استحالت من الكلاسيكيات.
وقد سطع نجم ريدفورد في أفلام خالدة مثل Butch Cassidy and the Sundance Kid (1969) وAll the President’s Men (1976)، حيث جمع بين الكاريزما الجذابة والقدرة على نقل قضايا سياسية واجتماعية إلى جمهور واسع. وفي مطلع الثمانينات، انتقل خلف الكاميرا ليحصد جائزة الأوسكار عن فيلمه الأول كمخرج Ordinary People (1980)، الذي تناول انهيار أسرة مثالية بعد مأساة فقدان ابن.
وقد عُرف الممثل المولود في 18 أغسطس 1936 في سانتا مونيكا بولاية كاليفورنيا لأب محاسب، بأخراجه لتسعة أفلام روائية، وفوزه بأوسكار أفضل مخرج عن أول أعماله “أوردينري بيبل” عام 1981.
ظهر في سبعة أفلام من إخراج سيدني بولاك، وهو الذي أسس مهرجان سندانس السينمائي الذي أصبح مرجعا دوليا للسينما المستقلة. وقد سعى طيلة حياته إلى شق طريقه الخاص، مبتعدا عن أوساط هوليوود كلما سنحت له الفرصة.
على الرغم من حصوله على جائزة الأوسكار عام 2002 عن مجمل أعماله، إلا أنه لم يحصل على أي من هذه المكافآت عن فيلم محدد كممثل، مع أن الكثير من أدواره نالت استحسانا في أعمال شهيرة مثل “جيرميا جونسون” (السعفة الذهبية عام 1972)، و”آل ذي بريزيدنتس من” (أربع جوائز أوسكار عام 1977)، و”أوت أوف أفريكا” (سبع جوائز أوسكار عام 1986).
منذ منتصف سبعينيات القرن العشرين، عندما حوّلته أفلام “بوتش كاسيدي” و”ذي واي وي وير” و”ذي ستينغ” إلى نجم سينمائي، اختار “الغوص أكثر فأكثر في الطبيعة”، فبنى منزلًا وحياة جديدة في جبال يوتا في مكان أطلق عليه اسم “سندانس”، تيمنا بالشخصية التي أداها في فيلم “سندانس كيد”، وهو الدور الرئيسي الأول في حياته المهنية والذي يدين به لصديقه بول نيومان.
بعد دخوله سن الأربعين، بدأ ريدفورد يفكّر في اعتزال التمثيل، مفضّلا التركيز على الإخراج ومهرجانه السينمائي. وقال لمجلة “تيليراما” الفرنسية عام 2013 “لم أكن أرغب في الشهرة. نلتها من دون أن أسعى إليها واضطررتُ لقبولها”.
وقد عرف ريدفورد بتأييده للديموقراطيين ودفاعه عن قبائل الأمريكيين الأصليين وعن حماية المناظر الطبيعية الأمريكية. ويجدر الذكر بأنه قبيل انتخاب دونالد ترامب للمرة الأولى رئيسا للولايات المتحدة، دعا ريدفورد الأمريكيين إلى التصويت ضده وضد ما وصفه بأنه “نظامه الملكي المقنّع”.
