صدرت حديثًا عن دار كلمات، وتَتوفَّر في قادِمِ المَعارِض، رواية “منزل الأبواب” وهي رواية آسرة من توقيع الكاتب الماليزي “تان توان إنج”، صاحب “حديقة الضباب” والمرشَّح للقائمة القصيرة لجائزة البوكر.
تتحدث الرواية في فترة بدايات القرن العشرين في ماليزيا وبين أروقة “مالايا”، ويسرد لنا الكاتب حكاياتٍ عن الحب والخيانة، الاستعمار والمقاومة، وأسرار البيوت التي تحتفظ بأكثر مما تُبديه جدرانها. وهي رواية تمتزج فيها الحقيقة بالتخييل، لتعيد إحياء شخصيات تاريخية وأحداث واقعية في نسيج أدبي رفيع.
إنها رواية عن الأبواب التي تُفتح على ماضٍ لم يندثر، وعلى حكاياتٍ لا يزال أثرها ممتدًا إلى الحاضر على حد تعبير المترجم، وقد قام الدكتور محمد نجيب بنقل هذه الرواية للغة العربية، كما عرف عن محمد نجيب وهو مترجم مصري بنقله لروائع الأدب الكوري، سيما روايات الكاتبة هانغ كانغ التي نالت جائزة نوبل للآداب العام الماضي.
“منزل الأبواب” الرِّوايةُ الّتي وصلَت إلى القائمةِ الطويلة لجائزة البوكر عامَ 2023م، وإلى القائمةِ القَصيرةِ لجائزةِ والتر سكوت لأفضَل رِواية تاريخيّة عامَ 2024م وهي روايةٌ نالت إشادةً واسعة، واعتُبِرت من أعمقِ الأعمالِ التي تُضيءُ على تاريخٍ مُعقَّدٍ وحكاياتٍ بَشريَّةٍ خالدة. وهي في الوَقتِ نَفسِه تحيّةٌ أدبيَّةٌ إلى سومرست موم، الكاتبِ الإنجليزيّ الكبير، وأحَد أعظمِ رُوّادِ القِصَّةِ القَصيرةِ في مطلَعِ القرنِ العِشرين، الّذي جَمع في أَعمالِه بين دِقَّةِ السَّردِ وبَصيرةِ النَّفسِ البَشريَّة. يَستحضِرُ تان توان إنج ظِلَّه في هذه الرِّواية ليَمزِجَ بين التَّاريخِ والفَنِّ والحَياةِ الشَّخصيَّة.

• ملخص القصة :
ويلي سومرست موم أحد أعظم الكتّاب في النصف الأول من القرن العشرين. لكن في عام 1921 يجد نفسه محاصرًا بزواج تعيس واعتلال صحته وإلاسه نتيجة استثماراته الطائشة، كما يواجه صعوبة في الكتابة.
يعرض عليه صديقه روبرت هاملين مَهربًا في مستعمرات المضيق بينانج، حيث يلتقي بزوجة روبرت الحازمة وتنشا بينهما علاقة مزيج بين الصداقة والعداوة.
بينما يستعد ويلي للمغادرة، تبوح إليه ليزلي بأسرار من ماضيها بما في ذلك معرفتها بالثوري الصيني المشهور بشخصيته الجذابة صن سات وين، وصلتها المشينة بسيدة إنجليزية اتهمت بجريمة قتل في محاكم كوالالمبور. مأساة مستوحاة من الواقع وقصة الكتابة عنها.
• نقرأ في الرواية هذا النص :
“سَوف نُنسى جميعًا في نِهايةِ المَطاف، كَمَوجةٍ في المُحيطِ لا تَترُكُ أَيَّ أَثَرٍ يُشيرُ إِلى أَنَّها كانت موجودة يَومًا ما».
هَزَّ رَأسَهُ قائلًا: «بَل سَيَذكُرُنا الآخَرونَ عَبرَ قِصَصِنا. ماذا تَقولُ تِلكَ القَصيدَةُ؟ تِلكَ المَكتوبَةُ عَلى بابِكَ؟ طائرٌ وُلد من صخور الجبال، ثم حلَّق مُخفِيًا اسمه فوق الغيوم”. حَسَنًا، إنَّ أي قِصَّة صادقة قادِرَةٌ على أَن تَحمِلَ اسمًا فوق الغُيومَ، بَل تتَخطَّى حُدودَ الزَّمَنِ نَفسِه».
