لجنة نوبل للسلام تستبعد ترامب وتمنح الجائزة للمعارضة الفنزويلية ماتشادو

متابعة | مدار 24

في لحظة كان ينتظرها الجميع مع قرب إطلاق جوائز نوبل الدولية، حيث كانت الانظار متوجهة للجائزة الأهم وهي جائزة نوبل للسلام، بعد تخمينات وتوقعات رجحت فوز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خصوصًا بعد أن أبدى الاخير رغبته الجامحة لاقتناص الجائزة.

 

ومن المقرر تسليم جائزة نوبل للسلام، والتي تبلغ قيمتها 11 مليون كرونة سويدية (حوالي 1.2 مليون دولار)، في حفل يقام في أوسلو في العاشر من ديسمبر، وهو يوم ذكرى وفاة ألفريد نوبل، مؤسس الجوائز في وصيته عام 1895.

 

وكانت لجنة نوبل النرويجية قد أعلنت في وقت سابق من الجمعة ١٠ / أكتوبر عن فوز زعيمة المعارضة الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو بجائزة نوبل للسلام، وذلك تقديرا لجهودها في تعزيز الحقوق الديموقراطية في دولة فنزويلا وقالت لجنة نوبل في بيانها : “عندما يستولي المستبدون على السلطة، يجب تكريم المدافعين الشجعان عن الحرية الذين ينهضون ويقاومون”.

 

يذكر أن القضاء الفنزويلي منع ماتشادو زعيمة المعارضة الفنزويلية، من الترشح للانتخابات الرئاسية لعام 2024، مما أتاح للرئيس نيكولاس مادورو، الذي يحكم البلاد منذ 2013، الاستمرار في السلطة، وفي فيديو نشره فريقها الإعلامي، قالت ماتشادو أنها “تحت وقع الصدمة” بعد تلقيها خبر فوزها بجائزة نوبل للسلام.

 

وقال رئيس لجنة نوبل للسلام يورغن واتنه فليدنس في خطابه : “قدمت ماريا كوريا ماتشادو مثالا استثنائيا على الشجاعة في النشاط المدني في أميركا اللاتينية في الفترة الأخيرة”. وأضاف أن ماتشادو “شخصية محورية في وحدة المعارضة السياسية التي كانت منقسمة بعمق في السابق، لكنها توصلت إلى توافق للمطالبة بانتخابات حرة وبحكومة تتمتع بصفة تمثيلية”. ويقول إن ماتشادو نجحت في توحيد المعارضة “في وقت انتقلت فيه فنزويلا من بلد ديمقراطي ومزدهر نسبيا إلى دولة قاسية واستبدادية تعاني أزمة إنسانية واقتصادية”.

 

وبرزت ماتشادو خلال الانتخابات التمهيدية للمعارضة في أكتوبر 2023 في فنزويلا وحصدت أكثر من 90 بالمئة من الأصوات أي 3 ملايين صوت. وأصبحت الأوفر حظا بحسب استطلاعات الرأي للفوز في الانتخابات ولقبت بـ”المحررة” تيمنا بسيمون بوليفار “المحرر”. وخلال السنة الماضية “اضطرت ماتشادو إلى العيش في الخفاء، رغم التهديدات الخطرة على حياتها وبقيت في بلدها في خيار شكل مصدر إلهام لملايين الأشخاص”، بحسب اللجنة.

 

وُلدت ماريا كورينا ماتشادو في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 1967 في العاصمة الفنزويلية كاراكاس، وهي ابنة عالمة النفس كورينا باريسكا ورجل الأعمال هنريك ماتشادو زولواجا، وهي الكبرى بين 4 شقيقات. وأظهرت منذ صغرها اهتماما بالشؤون العامة في فنزويلا، درست ماتشادو الهندسة الصناعية في جامعة أندريس بيلو الكاثوليكية، وحصلت لاحقا على ماجستير في التمويل من معهد الدراسات العليا للإدارة في كاراكاس.

 

بدأت ماتشادو مسيرتها المهنية في القطاع المدني، فقد شاركت في تأسيس مؤسسة أتينيا المتخصصة في رعاية الأطفال الأيتام والشباب المهملين، إضافة إلى مشاركتها في منظمة سوماتي، وهي منظمة غير حكومية تعمل على مراقبة شفافية الانتخابات وحماية الحقوق السياسية للمواطنين. كما انضمت لشبكة الشباب القادة العالميين وآشوكَا والمنتدى الدولي للمرأة، وفي 2010، انتُخبت عضوة في الجمعية الوطنية محققة رقما قياسيا في عدد الأصوات، وفي عام 2012 ترشحت ماتشادو بشكل مستقل في الانتخابات التمهيدية الموحدة “التي تنظمها قوى المعارضة”، وفي العام ذاته أسست حركة فينتي فنزويلا وتولت منصب المنسقة الوطنية لها.

 

وفي عام 2014 قادت ماتشادو حركة “لا ساليدا” مع المحامي “أنطونيو ليديزما” والسياسي “ليوبولدو لوبيز”، وهي حركة احتجاجية واسعة طالبت بالإطاحة بنظام الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، وسلطت الضوء على الانتهاكات التي ارتكبها نظام مادورو بحق حقوق الإنسان في فنزويلا.

 

ويأتي تتويجها بجائزة نوبل للسلام بعد مسيرة مهنية حازت فيها على العديد من الجوائز والاوسمة الدولية، حتى درجتها مجلة التايم ضمن قائمة أكثر 100 شخصية مؤثرة.

مقالات قد تعجبك
اترك تعليق

لن يتم نشر أو تقاسم بريدك الإلكتروني.