في خصم الأوضاع السياسية المتأزمة وما يشهده العراق من انقسامات داخلية ومشهد سياسي حرج مع قرب موعد الإنتخابات البرلمانية الحاسمة، فقد عاد الشيخ رافع الرفاعي، مفتي الديار العراقية السابق وأحد أبرز رجال الدين السنة، إلى البلاد بعد سنوات من الاتهامات التي لاحقته بالتورط في الإرهاب والتحريض الطائفي.
وكان في استقبال الرفاعي بمطار بغداد مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي. ثم انتقل في موكب من سيارات “رولز رويس” إلى جامع أم الطبول غربي العاصمة بغداد، حيث كان في استقباله عدد من المسؤولين والمواطنين. وأفادت تقارير محلية بأن عودته تمت بعد إسقاط التهم الموجهة إليه بموجب اتفاق سياسي غير معلن.
وأثارت عودة الرفاعي ردود فعل متباينة، حيث عدها البعض خطوة نحو المصالحة، في حين رأى آخرون أنها تجاهل لملفات حقوق الضحايا الذين سقطوا خلال فترة وجود تنظيم ما يعرف باسم الدولة الإسلامية.
ويتهم الرفاعي بـ “التحريض عبر مواقع التواصل الاجتماعي وعبر القنوات الفضائية على قتل أفراد القوات الأمنية، والتحريض على الطائفية ومساندة داعش”، متسبباً بـ “ذهاب الكثير من الضحايا من أبناء الشعب العراقي والقوات الأمنية”، بحسب المعترضين على عودته.
يذكر أن رافع طه الرفاعي العاني (4 شباط 1959) عالم دين عراقي من أبناء الطائفة السنية، عُيّنَ مفتياً للديار العراقية، ولد في قضاء الفلوجة بمحافظة الأنبار من عائلة دينية معروفة، عُين مفتي للديار العراقية بعد وفاة الشيخ جمال عبد الكريم الدبان، حاصل على الدكتوراة في الشريعة، ويرتبط بعلاقات بأغلب العلماء العراقيين، وله العديد من المؤلفات والكتب.
