بعد تسريب عشرات الوثائق السرية، البنتاغون الأميركي يعلّق واصفاً الحدث بـ”الخطر الجسيم جداً” على الأمن القومي الأميركي.
علّقت وزارة الدفاع الأميركية على تسريب الوثائق العسكرية السرية مؤخراً، قائلةً “إنّ ذلك يشكل “خطراً جسيماً جداً” على الأمن القومي للولايات المتحدة.
وقال كريس ميغر، مساعد وزير الدفاع الأميركي للشؤون العامة، في تصريح للصحافيين، إنّ “الوثائق التي يتمّ تداولها عبر الإنترنت تشكّل خطراً جسيماً جدّاً على الأمن القومي، ولديها القدرة على نشر معلومات مضلّلة”.
ورفض ميغر، خلال الإحاطة الصحافية، أن يعلّق على صحة الوثائق المسربة، لكنّه قال: “لن ندخل في صحة المستندات المسربة، لكنّها تظهر في بعض الحالات أنّها تحتوي على مواد حساسة وسرية للغاية”.
وأكّد ميغر أنّ وزارة الدفاع في طليعة التحقيق بشأن الوثائق المسربة، وأنّها بالتعاون مع البيت الأبيض ومجلس الأمن القومي، بالإضافة إلى مُختلف وكالات الاستخبارات الأميركية، تعمل على المسألة.
ولفت مساعد وزير الدفاع إلى أنّ هذه المستندات يتم استخدامها من جانب مجموعة متنوعة من الأفراد والأقسام داخل وزارة الدفاع للإبلاغ عن عملهم داخل الوزارة وخارجها، مُصرّحاً بأنه “يبدو أنّ هذه الصور تُظهر مستندات مماثلة في التنسيق لتلك المستخدمة لتقديم تحديثات يومية لكبار القادة في العمليات ذات الصلة بروسيا وأوكرانيا، بالإضافة إلى معلومات استخبارية أخرى”.
وأعاد ميغر التأكيد أنّ المستندات المسربة تمثل خطراً شديداً على الأمن القومي، مُضيفاً: “نحن حريصون للغاية، ونراقب أين يتم ترويج هذا الأمر وتضخيمه”.
وأجاب ميغر عن تساؤلات الصحافيين بشأن التحقيقات بقوله: “ما زلنا نحقق في كيفية حدوث ذلك التسريب. كانت هناك خطوات لإلقاء نظرة فاحصة على كيفية توزيع المعلومات ولمن. فهذه الوثائق مصنفة بدرجة عالية من السرية، وتحتوي على معلومات حساسة”.
وأكّد أنّه تمّ إطلاع وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، لأول مرة على عملية تسريب الوثائق، في السابع من نيسان/أبريل الجاري، حيث عقدَ اجتماعات مع كبار القادة بوتيرة يومية، من أجل البحث في “عمليات التسريب غير المصرح بها، وبدء الجهود لتقييم التأثيرات، وإشراك الحلفاء”.
في غضون ذلك، كشفت صحيفة “بوليتيكو” أن كبار المسؤولين الأميركيين يتسابقون إلى إرضاء الحلفاء المحبطين والمربكين، من أوروبا، إلى الشرق الأوسط، إلى كييف، في أعقاب تسرب معلومات سرية للغاية بشأن الحرب في أوكرانيا، وغيرها من القضايا العالمية.
وسأل مسؤولون في لندن وبروكسل وبرلين ودبي وكييف واشنطن بشأن كيفية وصول المعلومات إلى الإنترنت، ومن المسؤول عن التسريب، وما الذي تفعله الولايات المتحدة لضمان إزالة المعلومات من وسائل التواصل الاجتماعي.
وتساءلوا عما إذا كانت إدارة بايدن تتخذ خطوات للحد من توزيع المعلومات الاستخبارية في المستقبل.
وقال منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأميركي، جون كيربي: “كان المسؤولون الأميركيون على اتصال بالحلفاء والشركاء المعنيين، بعد تسريب الوثائق، على مدار الأيام القليلة الماضية، وسنواصل إجراء هذه المحادثات، بحسب الحاجة”.
وتجاوز كيربي أيضاً الحديث عن صحة جميع الوثائق المسربة، واصفاً الجهود الحالية بأنّها “في طور التحقق من صحة جميع الوثائق التي نعرف أنها موجودة هناك”.
وصرّح كيربي، خلال مؤتمر صحافي، أنّه تمّ إطلاع الرئيس، جو بايدن، على تسريب الوثائق السرية لأول مرة، الأسبوع الماضي، وأنّه كان على تواصل مستمر مع مسؤولي الأمن القومي طوال عطلة نهاية الأسبوع، مُشيراً إلى أنّه “ليس على علمٍ بأنّهم توصلوا إلى أي استنتاجات في التحقيقات الجارية”.
وتطرّق كيربي إلى العلاقة بالصين، مؤكداً أنّ “من المهم أن تظل خطوط التواصل معها مفتوحة”، واصفاً التوترات حالياً بالعالية، لافتاً إلى أنّه يجري العمل على إعادة جدولة زيارة وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إلى الصين، كما كان مخططا القيام بذلك قبل شهرين.
وأضاف أنّ المسؤولين الأميركيين يُجرون محادثات مع الصين بشأن الزيارات المحتملة لوزيرة الخزانة الأميركية، جانيت يلين، ووزيرة التجارة الأميركية، جينا رايموندو، للحديث عن القضايا الاقتصادية.
وأضاف كيربي أنّه “لا يوجد سبب لتحول التوترات عبر مضيق تايوان إلى أي نوع من الصراع. لم يتغير شيء في سياستنا تجاه الصين الواحدة، ولم يتغير شيء بخصوص حقيقة أننا لا نؤيد استقلال تايوان، ولم يتغير شيء بخصوص حقيقة أننا لا نريد أن نرى الوضع الراهن يتغير من جانب واحد، وبالتأكيد ليس بالقوة”.
كما تطرق كيربي إلى العلاقات بحلفاء الولايات المتحدة، وخصوصاً فرنسا، بحيث قال: “نحن مرتاحون وواثقون بالعلاقة الثنائية الرائعة التي نتمتع بها مع فرنسا، والعلاقة التي تربط الرئيس بايدن بالرئيس ماكرون، وحقيقة أننا نعمل معاً على عدد من القضايا المتعددة”.
يُذكَر أنّ عشرات الوثائق بالغة السرية، تابعة لوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) تسرّبت في مواقع التواصل، بينما يجري التحقيق لمعرفة كيفية تسرّب هذه الوثائق.
وقال مسؤولون أميركيون إنّ “الوثائق المنشورة تشمل معلومات استخبارية بشأن مسائل داخلية لعدة دول”، وأنّ بينها “وثائق تشمل معلومات استخبارية عن إسرائيل وبريطانيا وغيرهما”، بحسب صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية.