أحمد العجمي ..قصائد

فرصة

تركتُ الطائرَ

يشقُّ الورقةَ

وتخيلتُ أنّهُ

سيتناغمُ معَ مكوناتِ

الأضواءِ النقيّةِ

القادمةِ منَ الجرحِ،

ها قد بدأ يُغرّدُ

ليعالجَ الأغصانَ

الصّماءَ

بدأَ يُحلّقُ

ويصحّحُ زوايا

الغابة.

إنّه يومك

حينَ ترى شروقَ الشمسِ
حينَ تشعرُ برحلاتِ الضوءِ
حينَ تنتبهُ لطائرٍ مهاجرٍ فوقَ غصنٍ
حينَ تسمعُ لحناً هادئاً بالصدفةِ
حينَ تشمُّ رائحةً تملؤكَ بالطمأنينةِ
حينَ تلامسُ قلبَكَ موجةٌ من  الدفءِ
سيكونُ هذا يومَكَ الجميلَ
ولا فائدةَ من صرفِ الطّاقةِ
في تجاهلِ روحِك،
لا فائدةَ من
ملاحقةِ الغدِ وكأنَّ اليومَ
لم يكنْ غداً بالأمس،

لو أعدتَ تدويرَ الألوانِ بتأملاتِكَ
لربَّما تكتشفُ
أن ما التقيتَ به حتى الآن
هو كينونتُكَ مذابةً
بظلالٍ متعدّدة.

مسيرة

مازلت أبحث

عن ذاتي،

أنا في حيرة

مرّة أقول بأنَّ الوقت

قد شربها

ومرّة أخرى

أشكّ بأنَّ الفراغ

قد استخدمها

في خياطة ثيابه،

سألت الإنسان

الذي يدّعي حبَّ الشمس

إن كان قد

رسم باباً

على جذع الشجرة

لأعبر منه

نحو الضوء،

وسألت الشجرة

إن كانت قد رأت أثراً

لصوت إنسان ضوئي،

بعد ما قطعت مسافة

من الشّك

سأنتظر وأرى

إن كانت هناك طيور

تناسخت

من ذاتي.

 

استمرار

من ينكر

وجود رصاصة

في الجناح؟!

من ينكر انغراس جدار

في الخاصرة؟!

كل شيء يمرّ ببطء

في المشهد اليومي،

كلمة في اللسان

كلمة في الكتاب

يتعطّل أمامهما الخوف،

أعلم أنَّ وردة

ستطرد اليأس

من الذاكرة

وأنَّ عصفوراً سيكشف

الأقنعة التي

تستثمر في الدم،

تنبأت بتحليق الأغنية

تنبأت بالأمواج

وهي تصقل المصابيح،

غداً

ستدخل الغيوم

منازل غير واقعيّة

سأكون هناك

ومعي طفولتي.

 

العمل على مشروع

أمضيت عاماً

ولم أنه اللوحة

رسمت الأشواك

التي  غرسها الفلاسفة

في كتبهم

رسمت السماء

التي لا تنعكس صورتها

فوق الكتاب

رسمت طيوراً

لم تشارك في حرب

استخدمت مزيجاً

من ألوان تعبّر عن

صوتي في تدرّجاته،

أهملت الظلمة

أريد إكمال اللوحة

خارج الألم.

فوق الصوت تحلّق الشجرة

لا مجال لأن أتعلثم

حين أواجه صورة المياه

متجمّدة

اللغة تأخذني

إلى حقيقة الأخطاء،

في كل يوم

يحاول الناس

صعود العتبات الحادّة

لملامسة زهورهم،

بعض الأصوات

تبحث في الماضي

عن أناشيدها،

غيوم تجرح المستقبل

بالعمه،

لا أعرف لماذا

يتم إهمال النهار،

من أجل رؤية النبع

الذي سيشكل روحي

أكثر من مرّة

تركت قلبي

يفحص الأيام القادمة

بالاعتماد على

الأنغام.

ظلال غير قابلة للمحو

أنظر، أنظر

ولا أرى الذين

كانوا يمشون على

هذا الدرب،

ذكريات تتخثّر

ريح تُبعثر

صوراً قديمة

في رئتيّ،

أنظر وأتخيّل

خطوات محفورة

على الحزن

ضحكات مُذابة

في رطوبة الطقس،

تركوا الألم

داخل القيثارة

تركوا الشمس

تنقص،

لقد تسلّلوا نحو

غياب مُزمن

نظراتهم ستبقى

ملتصقة بالنجوم،

الكلمة الأولى

تتمزّق

حين تصل إلى

أسمائهم.

شاعر من البحرين

مقالات قد تعجبك
اترك تعليق

لن يتم نشر أو تقاسم بريدك الإلكتروني.