زكية المرموق..ثلاث قصائد

تمرينات للهروب من الوقت

أنا امرأة

بَرّيّة

بَرّيّة

لأني لا أرد على الصباحات المعلبة

ولا على القلوب النيئة

التي تصل الماسنجر

بَرّيّة

لأني أفضل الحديث عن عيون إلزا

بدل الحديث عن مؤخرة هيفاء

حينما أطلب من النادل

أن يغير برنامجا تلفزيا عن ” الدوما”

بأغنية لناس الغيوان:

“ماهموني غير الرجال إلى ضاعوا”

بَرّيّة حينما آكل الطاجين بالأصابع

بدل الشوكة والسكين

نكاية في الإقطاعيين الجدد

حينما أتبع النمل

كي أتعلم حكمة الكتلة

بينما العالم يرمي كتب ماركس

في القمامة

بَرّيّة

حينما أدخل الغابة وأنا أغني مع حسن إيدير

” أفاينوفا”

لأرى الغول يلبس ثوب الراعي

بينما الحمداوية تحرس البحر

في ” البندير”

كي لا يسرقه عجوز همينغواي

بَرّيّة

نعم بَرّيّة
حينما هربت من صندوق القافية

كي أركض في النص

خارج اللغة

حتى انفجر الإطار

بَرّيّة

حينما فضحت حسابا وهميا

على الفيسبوك

ومثلت بجثة”السكرين”

حتى عادت الباسوس إلى الواجهة

فهل تتابع الأخبار أبانا مارك؟

بَرّيّة

حينما قرأت قصيدة نثر

في مهرجان للشعر العمودي

بالبليدة

حتى تحولت القاعة إلى شجرة

وأصابعي أغصان

هوامش:

“أدوما” شاب مثلي مغربي يتصدر أخبار اليوتيوب

البندير: دف مغربي

الحمداوية : شيخة مغربية أي مغنية شعبية

لا أبيع كلاما مستعملا …

أنا امرأة نيئة
لا تصلح للأكل
ولا للتدوير

حينما وضعتني أمي في سلة العالم
غضبت جدتي لأبي
لأنها تريد ذكرا
يحفظ الشجرة من النسيان

الشجرة التي كلما امتدت فروعها
أكلت الأبواب
الجدران
والسقوف
وخرجت ترقص السامبا
مع الريح

لهذا
غير أبي إسم العائلة
من ” بالمقدم”
إلى المرموق
نكاية في الإطار
وبدأ الرحلة وحده
دون ظهر
ولا نبال

وحينما كان يحاصرنا العراء
كانت أمي
تتحول إلى غابة
وحينما يأخذنا الموج
تتحول إلى قارب
وحينما كان يرتبك في أعيننا الطريق
تتحول إلى نبي

لكن حينما كبرنا وعلقنا
في شباك البروباغاندا
رمت التلفاز من النافذة
ومنعت الجرائد من دخول البيت
وحينما اختفت أسماؤنا من الجنيريك
أعادت كتابة السيناريو
وأسندت لنا دور البطولة
لكن يا أماه
لم لم تعلمي
أن الأبطال في زمن الكواليس
محض دروع للإيديولوجيا
والإيديولوجيا بيت العناكب؟

أنا لا أبيع الكلام الناعم
ولا المستعمل
لكني كلما وجدت الديماغوجيين
في مراكز lifting
تحولت إلى حطاب.

أيتها اللغة
لم كلما سألت شجرة
عن حزنها
تساقطت من أغصانها
سقسقات يابسة

غيمة خذلتها الحقول…

كل شيء يشي بكل شيء
الكلام المستعمل في مرتفعات الصمت
الصمت جغرافيا
والكلمات التي نفقت
في كأس السؤال
أغصان أضاعت شجرتها

الإختباء وراء المجاز
والمجاز محض رياضة لغوية
في ملاعب السيميائيين
فهل الكلمة هي هي
حينما لا تقال؟

لا شيء يثبت أننا أكثر من لا شيء
لكن ما العمل
والأشياء تفيض بأشيائها
الأشياء أعباء
لا متاع

السماء تركض
الأرض تركض
الهواء ينسحب من الهواء
وقدماي لا تسعفان على المشي
فأين أنا الآن أيتها الخريطة

الساعات على الحيطان
لا تكف عن النحيب
والبيوت سراديب
الأمكنة أيها الحوذي
أحصنة
والزمن عربات
لكن الوعي بالزمن موت للزمن
فماذا نقول للوطن
وهو يبيع أبوابه للحطابين على الحدود
ويعتكف في الهامش
مثل أنثى
غادرها الحبيب .

كنت غيمة في السابق
لكن خذلتني الحقول
ألعب الغميضة معي
كي أتخلص مني
لكني أصادفني
كلما فتح جرح دفاتره في دمي

وحدي أقف على جثتي
والوقت أدار ظهره للمكان
ولا شجرة تدل عليك
أيتها الغابة
فلم تعوي الفأس في رأسي

المذياع على الكمودينو
وليوفيري أطلق كلاب بافلوف
في غرفتي
ثمة مجاعة ميتافزيقية هنا
ونحن محض عظام
النافذة تمد يدها
لكن النافذة ريح وجناح

المارة يعبرون كل في اتجاه
عيونهم جاحظة مثل روبووات
ولا أحد ينتبه لأحد
ليس كل من ينظر يرى
أيها الأعمى

أحتمي مني بالكتب
فتلوح لي سيمون من على الرف
تدعوني لسيجارة ماريخوانا
على مقهى ” بروكوب” في الحي اللاتيني
وهي تقول:
ثمة حياة ستنقذنا من هذا الموت

ترى متى تأتي العاصفة
كي تعود البلاد للبلاد؟

شاعرة من المغرب 

 

https://is.gd/Eb7D5D

مقالات قد تعجبك
اترك تعليق

لن يتم نشر أو تقاسم بريدك الإلكتروني.