مدار 24 – خاص
تشهد صالة إسباثيو روندا، بالعاصمة الاسبانية مدريد، يوم الخميس 26 سبتمبر الحالي اقامة المعرض التشكيلي الأول (لكل ذلك الماضي) للشاعر والروائي العراقي عبدالهادي سعدون وعلى الرغم من كونه معرضاً فردياً أول، إلا انه في الحقيقة يعد معرضاً استذكاريا لمسيرة رسم طويلة ابتدأت في العراق وتركزت في مدريد التي وصل لها نهاية عام 1993. ويتزامن هذا المعرض مع صدور كتابه الشعري الجديد باللغة الإسبانية (ديوان تراسموث: قصائد ورسوم)، حيث ضم مشروع يعود لعام 2007 نظماً ورسماً بعنوان (خرجات جديدة) في محاولة لاسترجاع فن القصيدة الومضة أو القصيدة القصيرة المقاربة لنمط قصائد الهايكو اليابانية دون أن تتمثل بها في البناء والغاية، وقد جاءت تلك القصائد التي يضمها الكتاب في 5 قصيدة قصيرة ترافقها رسوم وتخطيطات من وحي التجربة وكلها تعود لتلك الإقامة الأدبية في (نزل الشاعر) في شهر أبريل من عام 2007 في قرية صغيرة تدعى (تراسموث)، ومن هنا جاء العنوان.
لوحات ورسوم وتخطيطات متعددة الأحجام والتواريخ والتقنيات التي يضمها المعرض بحدود 40 لوحة، وهو نوع من رؤية شاملة لنوعية رسوم سعدون وتنفيذها على مدة العشرين سنة الماضية، إذ هناك رسوم تعود لعام 2000 وأخرى لعام 2023، في مزيج منتخب لمنح المتلقي فكرة تامة عن علاقة الرسم والتشكيل عموماً في كتابات عبدالهادي سعدون ومدى تداخلها في العملية الكتابية سواء شعراً أو قصاً.
مما يذكر ان تجربة الكاتب العراقي المقيم في مدريد منذ عام 1993 لا تعد الأولى، فقد شارك في معارض فنية مشتركة في مدن إسبانية مختلفة، كما زينت تخطيطاته بعض الكتب الشعرية والفنية لكتاب عرب وإسبان. كما له تجارب نصية وفنية مشتركة مع فنانين إسبان آخرين. ولعل علاقته بالفن تنبع من تعلق وعلاقة ودراسة للفن العراقي والإسباني على مدى عقود طويلة نرى تأثيرها واضحاً في كتبه النقدية وترجماته وفي أعماله الروائية الأخيرة خاصة مثل تقرير عن السرقة 2020 و متنزه الحريم 2022.
مقالات قد تعجبك