منتخبات شعرية | مهدي مظفري ساوجي

ترجمة | محمد الأمين الكرخي

شغب

كان يلعب مع الشمس

مع ظله في الظهيرة

طفل

عثر على قطعة مرآة مهشّمة.

 لو

لو كان الأمر متروكًا لهم

لألقوا القبض على سيقان الياسمين

لأنها دون تصريح

ازدانت بالأزاهير.

لرأيتهم يقيدون القمر

لأنه كسر احتكار اللون الأسود

طوال الليل.

لقصفوا الهواء

وأجلسوا النهار

على سرج الحصان

ثم سَحَلوه على الأرض

ليقطعوا جسده أشلاء.

لو كان الأمر متروكًا لهم

لأرسلوا الماء

للالتحاق بالسراب

وطرحوا الضوء

عند أقدام الظلام

لشنقوا الأشجار

واستجوبوا النارنج

عن مصدر الزهور الوافرة

التي يقدمها

كل عام.

 قياس

يقاس عمق البحر

بحيتانه

يقاس عمق النهر

بالأسماك التي يجرفها معه

أما عمق البركة

فبالضفادع التي أودعها في قلبه

عمق البركة

بذلك الوحل

المستقر

في وعاء رأسها

عمق القارورة

بقناديلها الحمراء الحزينة.

لكن عمق الانسان

يقاس بلوعته وعبراته

بالآهة التي يطلقها أحيانا

 حرب

ما لم

يمزقك الجنود إربا

ويضمدوا جراحهم بك

ما جدواكِ؟

ما جدواكِ

يا راية بيضاء؟

 من الحياة

من الريح

كل ما سوف يبقى

بضعة أغصان مكسورة.

من النار

ذكرى ظلال حائرة

في مخيلة الجدار.

من الماء

أثر قدم متيبِّس.

ومن التراب

رميمٌ من العظام

وبقايا حياة.

في ذهن جدران الماء

ستبقى آثار الأقدام الجافة

ومن التراب

بضع رميمٍ من العظام

وبقايا حياة.

مهدي مظفري ساوجي :

شاعر وباحث أيراني ألف كتابه الضخم” الغزل الاجتماعي” ٤ مجلدات وهو الانطولوجيا الأهم والأكبر والذي شمل قصائد الغزليات منذ ظهور الشعر الفارسي حتى العصر الحديث، بالإضافة إلى حواراته مع فنانين ونجوم وشعراء وكتاب إيرانيين صدرت في طبعات مختلفة من أمثال عباس كيارستمي، محمد رضا شجريان، نجف درباندي، إيران درودي، علي رضا قزوة، شمس لنجرودي. حصل على جوائز عديدة منها جائزة كتاب العام لشعر الشباب الإيراني وجائزة قيصر امين پور للشعر.

ويعتبر الشاعر الإيراني مهدي ساوجي واحد من أهم الأصوات الشعرية الحديثة في إيران والذي نالت دواوينه اهتمام كبير من قبل الأدباء والنقاد ودور النشر، ذلك لأن معظم قصائده تميزت بالجرأة في طرح التساؤلات الفلسفية والأفكار الجديدة وتفاصيل الحياة الصغيرة بأسلوب مبتكر.

مقالات قد تعجبك
اترك تعليق

لن يتم نشر أو تقاسم بريدك الإلكتروني.