كان زواج المتعة أو ما يُعرف أيضًا بـ “الزواج المؤقت”، من المواضيع المثيرة للجدل في إيران. فعلى الرغم من أنه زواج شرعي في المذهب الجعفري، وهو المذهب الرسمي للدولة الإيرانية. حيث عام 1983م تم الاعتراف بالزواج المؤقت الى جانب الزواج الدائمي في القانون المدني الايراني بعد عدد من التعديلات التي اجريت على قانون حماية الأسرة.
وقد اشارت بعض الاستطلاعات المحلية في ايران ان نسبة 84 % من الرجال قد جربوا زواج المتعة، وان نسبة 37 % منهم هم ممن دون سن 18 عاما، ومع ذلك، فإن هذا الموضوع كان دوما ما يثير العديد من الأسئلة والنقاشات حول جوانبه الاجتماعية والقانونية والأخلاقية.
ومع تأجج الحركات الاجتماعية المطالبة بالحريات الفردية ومن ضمنها موضوع الحجاب، عاد النقاش مجددا إلى موضوع الزواج المؤقت وقد ساهمت الصحافة الإيرانية المستقلة في إثراء النقاش حول الزواج المؤقت مع التركيز على بعده الاجتماعي وليس الفقهي أو القانوني، وهو ما وفّر فرصة كبيرة للمواطنين الإيرانيين في تقديم رؤاهم الخاصة حول الموضوع.
في حديث مع “مدار24” قالت زهراء عميدي (طالبة جامعية) أن الشباب الايراني وبسبب الصعوبات الاقتصادية التي يواجهونها فيما يتعلق بالزواج الدائم، ليس له من خيار أنسب سوى الزواج المؤقت،: “لم يعد الزواج المؤقت مرتبطا بالصورة النمطية والتي غالبا ما كانت تتضمن استغلالا للمرأة، انما يرتبط الان بعلاقة مختلفة جذريا فهو نتاج تفاهم بين طرفي العلاقة وغالبا ما يكونا في مستوى عال من الوعي بهذه العلاقة وتبعاتها وتفاصيلها”.
من جهتها قالت مهناز اشكاني (موظفة في القطاع الخاص) : “تزوجت قريبة لي وهي في العقد الثالث من عمرها مع زميل لها في الجامعة ويعيشان معا بعد ان اتفقا على الزواج المؤقت وهو برأيي نوع من المساكنة الرائجة في اوربا، يحملان معهما اثناء السفر عقد النكاح وهو مصدّق من قبل امام المسجد، ويوفر لهما حصانة نسبية”.
من جهتها قالت سارا شاهرخ زاده : لم يعد الزواج المؤقت وصمة عار في المجتمع الإيراني، وهو شائع حاليا ليس بين الشباب فحسب وانما بين المتزوجين الذين يعاني احد طرفي العلاقة من مشاكل تحول دون اقامة علاقة جنسية مع شريكه، شخصيا لن أغضب ان اضطر زوجي للزواج المؤقت ان كان لديه سبب منطقي وان كان ذلك بسبب نزواته فسوف أقدم على الطلاق.
سوف اطلب منه أن يشرح لي السبب الذي دفعه للزواج المؤقت، وعلى ضوء الاجابة سأقرر إن كانت حياتنا الزوجية سوف تستمر أم انها سوف تتوقف.
ولم تعارض سحر بخشايشي (معلمة) وجهات النظر التي تؤكد على دور الزواج المؤقت في انتشار الممارسات الفاحشة والعلاقات الجنسية المبنية على الاستغلال لكنها أكدت في الوقت ذاته على ان الزواج المؤقت هو ليس حلا اساسيا بقدر ما يمكن وصفه بالعلاج المؤقت على غرار المسكنات التي يتناولها المرضى في مواجهة الآلام الحادة.
إن زواج المتعة في ايران قد فرضته الضروف الاقتصادية في العقود الأخيرة بعد الثورة الاسلامية بشكل كبير ليصبح اشبه بالعادة، غير متناسين عن عوامل اخرى نفسية وجنسية هيئت للشباب الايراني اللجوء الى هذا النوع من الزواج كحل مؤقت طالما ثمة غطاء ديني يتيح القيام به بشكل ميسر بالكامل.