شيزوفرينيا | شعر وجيه وارثي

من الشعر الباكستاني الحديث

ترجمة عن الأردية | هاني السعيد _ مصر

_________________________

ولدتُ في قبيلةٍ

كان التفكير فيها جريمة

ويُدفن المفكرون أحياءً

فهربتُ وأنا أفكر

في حبِ أميرةِ قبيلةٍ

كان يُباع فيها الحب

ويُحتفل بالعشاق

أنا الشاعر المولود صفر اليدين

جلستُ بعيدًا

أواصل الاستماع إلى أصوات الاحتفالات، والقذف،

وكؤوس النبيذ

ذات يوم خُتم على ظهري

بختم الخلود

وطُردتُ من هناك

فجئت إلى مجتمع متحضر

ينهش فيه الجميع

لحم الجميع

وسُلِّمتُ حزامَ كلبٍ

كان يفزع من العظام

وذات يوم قال لي الكلب:

“أنا إنسان”

وأنا

“كلب”

بعد ذاك اليوم

لم أخرج من بين أربعة جدران

وقع الجدار الغربي في حبي

فطقطق

قائلًا:

“لقد حطمتَ قلبي”

بينما كرهني الجدار الشرقي :

“سأقع عليك يومًا ما”

الجدار الشرقي عارٍ من الداخل

وعليه ستارة من الخارج

وذات يوم جاء جدار متشرد

من مكان ما وجلس تحت ظلي

فلما رأى شقوق الجدار الغربي، أخذ يهتف:

“ادفعو الجدار الآيل للسقوط دفعة أخرى”

أما الجداران الشمالي والجنوبي

اللذان كانا صامتين

فقد راحا يهتفان متمايلين :

“آسيا حمراء”

“آسيا خضراء”

فصاح الجدار المتشرد:

“آسيا ليست حمراء ولا خضراء”

“آسيا مصابة بالإمساك”

فقهقه جميع الجدران

ومع ذلك بقيتُ أنا صامتًا

فالجدران الخمسة

تحسبني جدارًا

______________________

اللوحة للفنان الإسباني خوان ميرو (1893 – 1983)

مقالات قد تعجبك
اترك تعليق

لن يتم نشر أو تقاسم بريدك الإلكتروني.